في تطورات متسارعة للأزمة السودانية المستمرة منذ أكثر من عامين، يعقد مجلس الأمن والدفاع السوداني اجتماعًا حاسمًا اليوم في بورتسودان، برئاسة الفريق أول عبد الفتاح البرهان، لبحث مقترح الهدنة الذي تقدمت به الولايات المتحدة الأمريكية. يهدف المقترح إلى وضع حد للنزاع الدامي الذي يعصف بالبلاد.
مقترح الهدنة الأمريكية
يأتي هذا الاجتماع في ظل استعداد قوات الدعم السريع لشن هجوم محتمل على منطقة كردفان، وذلك بعد سيطرتها على الفاشر، آخر معاقل الجيش في دارفور، قبل نحو أسبوعين.
تحركات دبلوماسية مكثفة
في سياق متصل، أجرى الموفد الأمريكي الخاص لإفريقيا، مسعد بولس، سلسلة اجتماعات مكثفة في القاهرة خلال الأيام القليلة الماضية، بهدف وضع اللمسات الأخيرة على مقترح الهدنة الإنسانية الذي قُدّم منتصف سبتمبر الماضي، وذلك برعاية عدد من الوسطاء الإقليميين والدوليين.
تضافر الجهود الإقليمية
شملت أبرز لقاءات بولس اجتماعًا مع وزير الخارجية المصري، بدر عبد العاطي، والأمين العام لجامعة الدول العربية، أحمد أبو الغيط. وأكد عبد العاطي خلال الاجتماع على “أهمية تضافر الجهود للتوصل إلى هدنة إنسانية ووقف لإطلاق النار في جميع أنحاء السودان”.
مبادرة سودانية-سودانية
كما التقى بولس أبو الغيط، وقدم له شرحًا مفصلًا حول الجهود المبذولة لإيقاف الحرب، وإدخال المساعدات الإنسانية بشكل عاجل، والشروع في عملية سياسية سودانية-سودانية شاملة.
دور المجموعة الرباعية
تعمل “المجموعة الرباعية”، التي تضم الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية ومصر والإمارات العربية المتحدة، منذ أشهر في جهود دبلوماسية مكثفة للتوصل إلى هدنة تنهي الحرب المستمرة في السودان منذ أكثر من عامين ونصف.
دعوة أممية لوقف العنف
من جهة أخرى، دعا الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، إلى وقف فوري للعنف في السودان، محذرًا من تدهور الأوضاع الإنسانية، وحث طرفي النزاع على العودة إلى طاولة المفاوضات.
أزمة إنسانية متفاقمة
أضاف غوتيريش على هامش القمة العالمية الثانية للتنمية الاجتماعية في الدوحة: “ضعوا حدًا لكابوس العنف هذا الآن”، مؤكدًا على ضرورة التوصل إلى تسوية تفاوضية عاجلة.
تداعيات النزاع المستمر
أسفر النزاع في السودان عن مقتل عشرات الآلاف ونزوح الملايين، مما أدى إلى ما وصفته الأمم المتحدة بأنها واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية على مستوى العالم.
توسّع سيطرة الدعم السريع
كانت قوات الدعم السريع قد أعلنت الأسبوع الماضي سيطرتها الكاملة على مدينة الفاشر، لتوسع بذلك نفوذها على ولايات دارفور الخمس، التي تمثل ثلث مساحة السودان.


