شدّد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، في تصريحات صدرت اليوم السبت، على أهمية الوجود العسكري لبلاده في جيبوتي كجزء من تطوير استراتيجيتها في منطقة المحيطين الهندي والهادئ، وذلك خلال لقاء جمعه بنظيره الجيبوتي إسماعيل عمر غيله.
وأكد ماكرون أن هذا الوجود في جيبوتي موجه أيضًا نحو تعزيز الاستراتيجية الفرنسية الجديدة في المنطقة، والتي تم تدعيمها منذ ربيع عام 2018. وأوضح أن القوات الفرنسية في جيبوتي تُعدّ عنصرًا أساسيًا لتنفيذ هذه الاستراتيجية.
الاستقرار في منطقة مضطربة
وأشار ماكرون إلى الوضع الفريد لجيبوتي، التي تتمتع بالاستقرار في ظل منطقة تعاني من الاضطرابات، وذلك بعدما اضطرت فرنسا إلى سحب قواتها من عدد من الدول الأفريقية، خاصة في منطقة الساحل، حسب ما نقلت وكالة الصحافة الفرنسية.
تقع جيبوتي في شرق إفريقيا قبالة السواحل اليمنية عند مصب البحر الأحمر في مضيق باب المندب، حيث تعبر عبره نسبة كبيرة من التجارة العالمية بين آسيا والغرب.
توسيع القاعدة العسكرية
وذكّر الرئيس الفرنسي خلال مشاركته عشاء عيد الميلاد مع الجنود الفرنسيين، بأن القاعدة العسكرية في جيبوتي، والتي تحتضن 1500 جندي، تُعتبر أكبر قوة فرنسية في الخارج. هي أيضًا الوحيدة التي لم تتأثر بخفض الوجود العسكري في القارة الأفريقية، وستعمل على “إعادة ابتكارها” لتكون “نقطة انطلاق” لمهمات مستقبلية في إفريقيا.
كان على فرنسا إجلاء قواتها من كل من مالي وبوركينا فاسو والنيجر خلال الفترة من 2022 إلى 2023، بعد تولي الجيش الحكم في تلك الدول.
علاقات ثنائية متجددة
من جهته، أشار رئيس جيبوتي إلى “العلاقة المتميزة” مع فرنسا، والتي تجسدت في تجديد اتفاقية الشراكة الدفاعية بين البلدين في يوليو الماضي. وأعرب عن ترحيبه بالتوقيع على اتفاقيتين تتعلقان ببناء مطار جديد وتطوير وكالة فضاء، دون أن يتم الكشف عن تفاصيل الاتفاقية التي تنتظر التصديق من برلماني البلدين.
تُعتبر الاتفاقية الجديدة “إضاءة شرعية للاحتلال الفرنسي في جيبوتي” على مدى العقدين المقبلين، كما أنها تكفل استمرار وجود النقاط العسكرية البحرية والجوية وتسهيل الوصول إلى المطار في جيبوتي، وفق ما جاء في بيان الإليزيه.