الجمعة 11 أبريل 2025
spot_img

ماكرون في مصر: ملفات حيوية على طاولة السيسي

تتجه الأنظار إلى زيارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى القاهرة، التي تُعتبر الرابعة من نوعها، حيث تستغرق من الأحد إلى الثلاثاء. تعكس هذه الزيارة العلاقة المميزة بين فرنسا ومصر، في وقت تزداد فيه الأزمات الإقليمية تعقيداً.

أهمية الزيارة

شهدت العلاقات بين البلدين تفاعلات متعددة، إذ قام الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي بثماني زيارات إلى باريس. وتسعى الزيارة الحالية إلى تناول مجموعة من القضايا الشائكة، خاصة في ظل الأوضاع الحرجة في المنطقة. حيث يتوقع أن تكون حرب غزة في صدارة المباحثات، بالنظر للعمليات العسكرية المتواصلة وما تسببه من دمار وارتفاع أعداد الضحايا.

وأوضح مصدر من الإليزيه أن ملامح الاجتماع ستتضمن دعم الخطة العربية التي أعدَّتها مصر لإعادة إعمار غزة، والتي أُقرت من قبل الجامعة العربية، بالاستناد إلى الدعم من المؤتمر الإسلامي. وقد عبرت فرنسا عن تأييدها لهذه الخطة، حيث صدرت بيانات رباعية من فرنسا وبريطانيا وألمانيا وإسبانيا في هذا السياق.

توضيحات مطلوبة

تعتبر باريس أن الخطة العربية تمثل أساساً جاداً للنقاشات، لكنها تحتاج إلى مزيد من التوضيح للحصول على دعم الأطراف المؤثرة، بما في ذلك إسرائيل والولايات المتحدة. ورغم التأييد الأوروبي الواسع، يرى الفرنسيون أن هناك غموضاً بشأن القضايا الأمنية وإدارة غزة في المرحلة المقبلة.

وفي إطار اتصالاتها مع المبعوث الأميركي، ستسعى فرنسا إلى إيجاد سبيل لوقف العمليات العسكرية في غزة وتحرير الرهائن الإسرائيليين، بالإضافة إلى البحث عن حلول إنسانية وسياسية.

عمل مشترك لتحسين الوضع الإنساني

تسعى باريس، من خلال المناقشات مع القاهرة، للحصول على إجابات شافية بشأن النقاط الغامضة في الخطة العربية، تمهيداً للتوجه إلى واشنطن للحصول على موافقتها. وأكدت المصادر الرئاسية الفرنسية أهمية توحيد إدارة الضفة الغربية وغزة كخطوة لإحياء مشروع إقامة الدولتين، الذي يُنتظر أن يُطرح بعد انتهاء الحرب الحالية.

وفي هذا السياق، يترقب الجميع الاجتماع الذي ستعقده فرنسا والسعودية في يونيو المقبل، بقيادة الرئيس ماكرون وولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، لبحث الحل السياسي القائم على إقامة دولتين.

توجه إنساني في العريش

ستتضمن زيارة ماكرون يوم الثلاثاء جولات في العريش، مع التركيز على الوضع الإنساني في غزة. سيلتقي ماكرون بممثلين عن الأمم المتحدة والهلال الأحمر المصري، بالإضافة إلى المنظمات غير الحكومية الفرنسية. ويُذكر أن العريش تُعد نقطة تجمع للمساعدات الإنسانية الموجهة إلى القطاع.

بالإضافة إلى ذلك، سيتابع ماكرون التطورات الأمنية في معبر رفح، حيث تصب الرؤية الأوروبية في دعم عودة السلطة الفلسطينية إلى غزة.

تعاون متنوع في مختلف القضايا

ستتيح هذه الزيارة بحث ملفات إقليمية متعددة، إذ سيلتقي ماكرون والسيسي في اجتماع مغلق، يتبعه اجتماع موسع يضم وفوداً من الطرفين، حيث يرافق ماكرون وزراء الخارجية والدفاع والاقتصاد. وتتضمن المناقشات الأوضاع في ليبيا والسودان ولبنان وسوريا، فضلاً عن الملف النووي الإيراني.

تسعى فرنسا لتعزيز العلاقات الثنائية، حيث سيشمل اللقاء توقيع اتفاق “شراكة استراتيجية معززة”، ترسيخًا للعلاقة بين باريس والقاهرة في ظل الأوضاع الراهنة في الشرق الأوسط.

التعاون الدفاعي والتجاري

بينما تستمر المبادرات لتعزيز التعاون الدفاعي بين فرنسا ومصر، تم الاتفاق على تعزيز الدعم العسكري، حيث تعدّ مصر من أوائل الدول التي اشترت طائرات “رافال” الفرنسية. وتأتي هذه الزيارة مع تسليم أول طائرة من العقد الثاني، بالإضافة إلى مرور حاملة الطائرات الفرنسية “شارل ديغول” عبر قناة السويس.

إلى جانب التعاون الدفاعي، سيعقد “منتدى الأعمال” المشترك الذي سيستعرض مسائل الصحة والطاقة المتجددة والذكاء الاصطناعي والنقل. كما ستتلقى مجالات التعليم والبحث الثقافي دعمًا خاصًا، مع توقيع مجموعة من الاتفاقات، بما في ذلك تعليم الفرنسية.

دعم المرشح المصري لليونيسكو

على صعيد الانتخابات المقبلة لإدارة “اليونيسكو”، يجدد الإليزيه التأكيد على دعم باريس للمرشح المصري خالد العناني، الذي يشغل منصب وزير الآثار والسياحة السابق. وتسعى فرنسا، بالتوازي مع تعزيز العلاقات الاقتصادية، لدعم مصر في محادثاتها مع صندوق النقد الدولي ورفد خطط الإصلاح المتوقع تنفيذها.

سيصدر في ختام الزيارة بيان شامل يتناول كافة الاتفاقات والعقود الجديدة الموقعة في مجالات متعددة، ما يعكس عمق العلاقات بين البلدين.

اقرأ أيضا

اخترنا لك