الأربعاء 5 فبراير 2025
spot_img

ماكرون: الواقعية مطلوبة لحل النزاع الأوكراني

في حدث يتكرر للمرة الثلاثين، اجتمع سفراء فرنسا وكبار المسؤولين الحكوميين يوم الاثنين الماضي في قصر الإليزيه للاستماع إلى تصريحات رئيس الجمهورية، إيمانويل ماكرون، الذي عرض رؤيته للعالم والتحديات التي تواجهها بلاده.

رؤية شاملة للعالم

استهل ماكرون كلمته بتسليط الضوء على الأوضاع الراهنة، مستعرضًا التحديات الجيوسياسية المتزايدة. وقد وصف الوضع الراهن بأنه يتسم بنزاعات وحروب متزايدة، بالإضافة إلى تطورات غير متوقعة. وكان التأكيد على ضرورة التعامل الواقعي مع هذه الأزمات محورًا أساسيًا في حديثه.

ما بين الرسائل المتعددة، سلط ماكرون الضوء على محادثات السلام المرتبطة بأوكرانيا. حيث أبلغ الأوكرانيين بأنه لا يمكن تحقيق السلام دون تقديم تنازلات، مما يستدعي إجراء نقاشات واقعية حول القضايا الإقليمية وربما الأراضي المحتلة.

رسائل سياسية متعددة

توجه الرئيس الفرنسي بع رسالة واضحة لكل من الأوكرانيين والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب. فقد دعا الأوكرانيين إلى الجلوس على طاولة المفاوضات، مع التأكيد على أنهم وحدهم من يمكنهم تحديد الحلول المناسبة. وأشار إلى أن موقفه هذا يأتي في ظل مخاوف من استغلال الدعم الأميركي لأوكرانيا كوسيلة ضغط لتحقيق السلام وفق رؤية واشنطن.

كما أكد ماكرون أهمية دعم الولايات المتحدة لأوكرانيا، محذرًا من أن خسارتها ستعني تفقد الغرب لمصداقيته. وفي هذا السياق، ذكر أن أي استسلام أوكراني سيكون له تداعيات كارثية ليس فقط على أوروبا، بل على الولايات المتحدة أيضًا.

الضمانات الأمنية لأوكرانيا

دعا ماكرون الأوروبيين إلى العمل على إيجاد ضمانات أمنية لأوكرانيا، بديلاً عن انضمامها إلى الحلف الأطلسي الذي ترفضه موسكو. قدّم اقتراحًا بإرسال قوات لمراقبة وقف إطلاق النار، لكن الاقتراح لم يحظَ بدعم كافٍ من الأوروبيين أو الرئيس الأوكراني زيلينسكي.

سلّط ماكرون الضوء على القلق الأوروبي المتزايد بشأن استمرار الحرب دون نهاية في الأفق، محذرًا من الشعور بالإرهاق الذي قد يعصف بالدول الغربية ويؤدي إلى تداعيات سلبية على الأمن الأوروبي. وأشار إلى أهمية الوحدة والتحلي بالقوة في ظل التحديات القائمة.

الاستقلالية الاستراتيجية

عاد ماكرون لتذكير الحاضرين بفكرته حول الاستقلالية الاستراتيجية وتعزيز الدفاع الأوروبي، التي طرحها عام 2017. دعا الدول الأوروبية إلى الإسراع في تطوير صناعاتها الدفاعية لمواجهة التهديدات المتزايدة، مشددًا على ضرورة الاعتماد على الذات بدلاً من الاعتماد على القدرات الأميركية.

كما انتقد ماكرون الذين كانوا يشككون سابقًا في فكرة الدفاع الأوروبي، متسائلاً عما إذا كان الأوروبيون مستعدون لتأمين احتياجاتهم الدفاعية في السنوات المقبلة.

علاقة مع ترمب

يحاول ماكرون بناء علاقة قوية مع الرئيس الأميركي المعاد انتخابه، مشيرًا إلى أن باريس تعاملت بكفاءة مع ترمب في ولايته الأولى. ورغم ذلك، يرى مراقبون أن ماكرون لم يحقق أي تقدم ملموس مع ترمب في قضايا مهمة مثل البيئة أو الملف النووي الإيراني.

وجه ماكرون رسالة ضمنية ترمز إلى أن لدى ترمب حليفًا قويًا في فرنسا، داعيًا إلى تعزيز التعاون والشراكة عبر الأطلسي، مع التأكيد على أهمية دعم الدول الأوروبية لبعضها البعض.

انتقادات لمؤثرين عالميين

في الوقت نفسه، لم يُخفِ ماكرون استيائه من الملياردير إيلون ماسك، موجهًا له انتقادات لاذعة. اتهمه بكونه أحد العوامل المزعزعة للاستقرار في المشهد الدولي، مشيرًا إلى تدخله في الانتخابات الأوروبية ودعمه لأحزاب متطرفة.

واختتم ماكرون بإعرابه عن قلقه العميق بشأن تداعيات مثل هذه التدخلات على الديمقراطية ومؤسساتها، معربًا عن أهمية حماية القيم الديمقراطية في مواجهة التحديات العالمية الراهنة.

اقرأ أيضا

اخترنا لك