spot_img
السبت 20 ديسمبر 2025
20.4 C
Cairo

ماراثون دبلوماسي في ميامي لإنهاء حرب أوكرانيا

spot_img

تتجه الأنظار إلى ميامي، حيث أصبحت المدينة الأميركية المسرح الجديد لمفاوضات دبلوماسية قد تكون الأكثر حساسية منذ اندلاع الحرب الروسية الأوكرانية في فبراير 2022. يجتمع مسؤولون أميركيون مع وفدين منفصلين من روسيا وأوكرانيا، بمشاركة واضحة من الجانب الأوروبي، حيث يستضيف المبعوث الخاص للرئيس الأميركي ستيف ويتكوف وصهره جاريد كوشنر، المفاوض الأوكراني الكبير رستم عمروف، بالإضافة إلى ممثلين عن بريطانيا وفرنسا وألمانيا.

تساؤلات حول التسوية

تثير هذه الأجواء أسئلة حول إمكانية التوصل إلى تسوية سياسية، أم أن هذه المحادثات مجرد وسيلة لإدارة تصعيد مستمر في النزاع. شهد يوم الجمعة بدء جولة نقاشات موسعة بين وفود من الولايات المتحدة وأوكرانيا والدول الأوروبية، تستمر حتى السبت، بينما تظل قنوات الاتصال مفتوحة بين واشنطن وموسكو. يقود الفريق الأميركي ستيف ويتكوف وجاريد كوشنر، اللذين يتحليان بثقة الشخصية المطلقة للرئيس ترامب، على الرغم من تجاوز البروتوكولات الدبلوماسية المعتادة. في الجانب الروسي، يعبر كيريل دميترييف، مبعوث الرئيس بوتين، عن تفاؤل حذر عبر نشر مقطع فيديو من ميامي يحمل تعليقًا يحمل دلالات إيجابية.

طريق طويل نحو الاتفاق

أشار وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو إلى أن الطريق نحو الاتفاق لا يزال طويلاً، واصفًا القضايا العالقة بأنها من “الأصعب”، مشيدًا في الوقت ذاته بروح التعاون لدى الوفد الأوكراني.

مفاوضات ميامي تأتي في ظلال سياق دولي جديد يختلف عن الجولات السابقة، حيث يبدو أن الولايات المتحدة تسعى بشكل عاجل لإبرام “صفقة” تنهي الحرب أو على الأقل تجمّد الأعمال القتالية. وقد أعلن ترامب دعمًا ضمنيًا لضرورة تحرك كييف بسرعة، محذرًا من أن إطالة أمد المفاوضات قد تمنح موسكو فرصة لتحسين مواقعها الاستراتيجية.

الموقف الروسي

في المقابل، تقدم روسيا إلى المحادثات من موقف عسكري أفضل، حيث أكد الرئيس بوتين أن “المبادرة الاستراتيجية” أصبحت بيد القوات الروسية، مشددًا على أن أهداف الحرب لم تتغير.

يقول الرئيس الأوكراني فلوديمير زيلينسكي إن إجراء أي انتخابات في المناطق المحتلة من قِبل روسيا غير ممكن، إلا بعد ضمان الأمن. ويعمل وزير الخارجية الأوكراني على تأمين البنية التحتية اللازمة لتمكين الأوكرانيين في الخارج من المشاركة في التصويت.

تحديات المفاوضات

تتميز هذه الجولة من المفاوضات بعدم وجود أي اجتماع ثلاثي يجمع بين الأميركيين والروس والأوكرانيين، حيث تسير المحادثات عبر مسارين مختلفين: الأول أميركي-أوكراني-أوروبي، والثاني أميركي-روسي. يُظهر هذا الترتيب عدم الثقة بين الأطراف، وبالتالي قد يحد من فرص التوصل إلى حلول سريعة.

رغم الغموض حول التفاصيل النهائية للخطة الأميركية، إلا أن المعالم الرئيسية تظهر من خلال معادلة تتطلب تنازلات أوكرانية محدودة مقابل ضمانات أمنية غربية. ومع ذلك، تواجه هذه المعادلة معوقات تتعلق برفض الجانب الروسي لأي وجود عسكري غربي في أوكرانيا أو أي صيغ تُفسر على أنها التزام دفاعي.

الدعم الأوروبي لأوكرانيا

لا يمكن فصل مفاوضات ميامي عن قرار الاتحاد الأوروبي الأخير تقديم قرض ضخم لأوكرانيا بقيمة 105 مليارات دولار، مما يعزز الوضع التفاوضي لكييف. بينما يسعى ترامب إلى إيجاد مخرج سياسي ينهي الأعباء الأميركية من التمويل، إلا أن هذا التطور يُظهر تراجع دور الولايات المتحدة في تمويل الحرب.

تساؤلات حول أسلوب الدبلوماسية الأميركية تحت قيادة أشخاص مثل ويتكوف وكوشنر ترتبط بغياب المؤسسات التقليدية، مما قد يؤدي إلى اتفاقات هشة لا تُنتج نتائج ملموسة.

التصعيد العسكري في أوكرانيا

ميدانيًا، تواصل روسيا استهداف البنية التحتية لأوكرانيا، حيث أُعلن عن مقتل سبعة أشخاص جراء هجوم صاروخي قرب أوديسا. كما تسيطر موسكو على قريتين في منطقتي سومي ودونيتسك، فيما واصلت أوكرانيا استهداف منصات النفط الروسية.

أعلن جهاز الأمن الأوكراني عن تدمير مقاتلتين روسيتين بوقت متزامن مع هجمات على منشآت نفطية روسية في بحر قزوين، ما يمثل تصعيدًا في الصراع المستمر.

تستمر الأوضاع في التصاعد، حيث يحتد الصراع بين السعي للتسوية والخلفيات المعقدة التي تحيط بالنزاع، مما يضاعف من تحديات السلام في المنطقة.

اقرأ أيضا

اخترنا لك