عبرت عدة قطاعات في ليبيا عن رفضها القاطع تجاه محاولات الإدارة الأمريكية لترحيل المهاجرين غير النظاميين ممن لديهم سجلات جنائية إلى بلادها، معتبرين هذه الخطوة اعتداءً على سيادة الدولة التي تعاني من الوضع السياسي المنقسم منذ الإطاحة بنظام معمر القذافي.
رفض ليبي صريح
ومنذ أوائل أبريل، تجري الإدارة الأمريكية مفاوضات لاستقبال المهاجرين المرحّلين من الولايات المتحدة، وذلك بحسب ما أفادت صحيفة “وول ستريت جورنال”.
تسارعت المخاوف الليبية بعد تصريحات شبكة “سي إن إن” حول مناقشات تجريها إدارة ترامب مع ليبيا ورواندا لإرسال مهاجرين لديهم سجلات جنائية.
مفاوضات مقلقة
بالإضافة إلى ذلك، تسعى إدارة ترامب لعقد ما يُعرف بـ “اتفاق بلد ثالث آمن”، مما يتيح ترحيل طالبي اللجوء المقبوض عليهم على الحدود الأمريكية إلى ليبيا. ومع ذلك، لم تُتخذ قرارات نهائية حول الجنسيات المؤهلة لذلك.
وفي هذا السياق، وصف خالد الغويل، مستشار “اتحاد القبائل الليبية”، تلك الخطوة بالخطر على سيادة ليبيا، مطالباً الشعب الليبي باليقظة تجاه هذه التدخلات.
اجتماعات في واشنطن
جاءت زيارة الفريق صدام حفتر إلى الولايات المتحدة لتثير المزيد من القلق، حيث التقى مسؤولين أمريكيين في وزارة الخارجية لمناقشة هذا المقترح.
شارك في الاجتماع مسعد بولس، كبير المستشارين، ونائب مساعد وزير الخارجية، تيم ليندركينغ، والسفير ريتشارد نورلاند، المبعوث الخاص إلى ليبيا.
تدفق المهاجرين
تعاني ليبيا من تدفق المهاجرين الراغبين في عبور البحر المتوسط إلى أوروبا، وسط مخاوف من عمليات توطين تتوافق مع أهداف أوروبا. في الوقت نفسه، لم تُعلق رئاسة أركان القوات البرية بشأن مناقشات صدام حفتر.
زعيم حزب “صوت الشعب”، فتحي الشبلي، استبعد حدوث تلك الترحيلات، معتبراً أن الشعب الليبي متحد ولن يقبل بأن يصبح بلده مخزناً للمهاجرين.
ترامب ومشاريع الترحيل
منذ عودته إلى البيت الأبيض، أعرب ترامب عن رغبته في ترحيل المهاجرين غير النظاميين، حيث تم ترحيل أكثر من 250 مهاجراً إلى السلفادور. وزير الخارجية الأمريكي، ماركو روبيو، أعلن عن سعي بلاده للبحث عن دول أخرى لترحيل المهاجرين غير النظاميين.
في ظل ذلك، ترفض أطراف ليبية هذه المخططات، وتطالب بطردهم، رغم نفي حكومة طرابلس وجود أي صفقة بهذا الخصوص.
تحذيرات حقوقية
رئيس المؤسسة الوطنية لحقوق الإنسان في ليبيا، أحمد عبد الحكيم حمزة، شدد على رفض التعامل مع هذا الطرح، محذرًا من الغضب الشعبي. الغويل أكد على ضرورة احترام إرادة المواطنين ضد التدخلات الخارجية.
وفي الوقت ذاته، تواصل السلطات الأمنية الليبية العمل على ترحيل المهاجرين، بدعم من المنظمات الدولية المعنية بهذا الملف.