الثلاثاء 11 نوفمبر 2025
spot_img

ليبيا: قلق حقوقي على مصير مئات المهاجرين المحتجزين

spot_img

أثارت مخاوف حقوقية في ليبيا مجدداً قضية مئات المهاجرين غير النظاميين المحتجزين في مركزي “بئر الغنم” و”العسّة” غرب البلاد، وسط تساؤلات عن مصيرهم في ظل ما وُصف بفوضى إدارية وانقسام داخل جهاز مكافحة الهجرة غير الشرعية.

مراكز الاحتجاز الليبية

“بئر الغنم” يُعد مركزاً لتجميع المهاجرين غير النظاميين جنوب غربي العاصمة الليبية، ويضم أطفالاً من جنسيات مختلفة، أبرزهم مصريون. أما “العسّة” فيقع في منطقة حدودية مع تونس. تعكس التقارير الدولية والشهادات الحقوقية الليبية واقعاً مأساوياً يواجهه المهاجرون.

دعوات للكشف عن المصير

دعا طارق لملوم، الباحث الليبي في قضايا المهاجرين وطالبي اللجوء، وزارة الداخلية بحكومة الوحدة الوطنية المؤقتة للكشف عن مصير المحتجزين في “بئر الغنم” و”العسّة”، مؤكداً أنهما خارج الرقابة والمساءلة.

وحمّل لملوم وزير الداخلية عماد الطرابلسي المسؤولية المباشرة عن سلامة المحتجزين، مشيراً إلى عدم وجود تحرك فعلي لترحيل المصريين المحتجزين منذ أشهر، رغم الوعود بتحسين الأوضاع والتنسيق مع سفارات بلدانهم.

انتهاكات واسعة النطاق

تؤكد منظمات حقوقية دولية ومحلية أن مراكز احتجاز المهاجرين في ليبيا تشهد انتهاكات واسعة، مع بروز اسم “بئر الغنم” في شكاوى عديدة، خاصة من مصريين يتحدثون عن اعتقال أبنائهم.

أوضاع “بئر الغنم”

يشير المختصون إلى أن وضع “بئر الغنم” لا يختلف كثيراً عن باقي مراكز الإيواء، حيث يتواجد ما يقارب 600 مهاجر من عشر دول على الأقل، غالبيتهم من الأطفال والقُصَّر، مع نقص المعلومات حول أوضاع الجنسيات الأخرى.

هيومن رايتس ووتش: انتهاكات جسيمة

أفادت منظمة “هيومن رايتس ووتش” في مايو 2023 بأن معظم مراكز الاحتجاز تخضع لسيطرة جماعات مسلحة غير خاضعة للمساءلة، وتشمل الانتهاكات الاكتظاظ، والضرب، والتعذيب، ونقص الغذاء والماء، والعمل القسري، والاعتداء الجنسي، واستغلال الأطفال.

“العسّة”: غموض ومصير مجهول

أما “مركز إيواء العسّة” بالقرب من الحدود التونسية، فيشهد احتجاز المئات من المهاجرين، وسط غياب تام للمعلومات عن مصيرهم أو أماكن نقلهم، وفقاً للملوم.

فوضى إدارية وانقسام

يعكس هذا الغموض فوضى إدارية وانقساماً داخلياً في إدارة مراكز الاحتجاز، مما يجعل تحديد الجهة المسؤولة عن الاحتجاز أو إجراءات الترحيل والإفراج أمراً غير واضح.

دعوة لتحرك دولي

يرى لملوم أنه في حال عدم حسم السلطات الليبية لملف هذه المراكز وإخضاعها للرقابة والمساءلة، فإن التحرك الدولي قد يصبح الخيار الوحيد لفرض المساءلة وإنقاذ الضحايا.

مناشدات لإنقاذ المحتجزين

سبق أن انتشر مقطع فيديو لسيدة مصرية تناشد السلطات المصرية للتحرك لإنقاذ محتجزين في “بئر الغنم”، مؤكدة تعرضهم للمساومة لدفع فدية مقابل إطلاق سراحهم.

شهادات ناجين مروعة

أكدت “منظمة ضحايا لحقوق الإنسان” الليبية تلقيها شكاوى من ناجين تم إنقاذهم من الغرق، تحدثوا عن إهانة، وضرب، وتعذيب، واستغلال في أعمال البناء داخل وخارج مراكز الإيواء، والإفراج عن البعض مقابل مبالغ مالية.

استمرار تهريب المهاجرين

تستمر عصابات الاتجار بالبشر في تهريب المهاجرين عبر البحر المتوسط إلى أوروبا، بينما يعيد خفر السواحل الليبي أعداداً كبيرة منهم إلى ليبيا، ويودعهم في مراكز الإيواء.

إحصائيات المنظمة الدولية للهجرة

أعلنت المنظمة الدولية للهجرة اعتراض وإعادة 568 مهاجراً إلى ليبيا خلال الفترة من 2 إلى 8 نوفمبر الحالي، ليصل إجمالي من تم اعتراضهم وإعادتهم منذ بداية العام إلى 23.513 مهاجراً، من بينهم 2037 امرأة و851 طفلاً.

ليبيا ليست ميناء آمناً

تؤكد المنظمة الدولية للهجرة باستمرار أن ليبيا ليست ميناء آمناً لإنزال المهاجرين، وأنها لا تشارك في إعادتهم إليها.

تعليق الاتصال بحرس السواحل الليبي

على خلفية إعادة المهاجرين من البحر، أعلنت 13 منظمة إغاثة دولية في 8 نوفمبر الحالي تعليق الاتصال مع حرس السواحل الليبي، بسبب زيادة حالات العنف أثناء اعتراض قوارب الهجرة، وانتهاكات المهاجرين داخل مراكز الاحتجاز.

ضغوط أوروبية متنامية

أرجعت المنظمات قرارها إلى رفض “ضغوط متنامية من قبل الاتحاد الأوروبي وإيطاليا لمشاركة المعلومات مع حرس السواحل الليبي”، بحسب ما نقلته “الغارديان”.

اقرأ أيضا

اخترنا لك