اعتقلت الشرطة البريطانية أكثر من 70 شخصًا خلال مظاهرات حاشدة شهدتها لندن ومانشستر وكارديف، احتجاجًا على قرار الحكومة تصنيف جماعة “تحرك من أجل فلسطين” منظمة إرهابية، في أعقاب حادثة تخريب قاعدة جوية بريطانية.
اعتقالات واسعة النطاق
شنت شرطة العاصمة حملة اعتقالات واسعة طالت 42 شخصًا بتهمة دعم منظمة محظورة، وشملت التهم الهتاف، وارتداء ملابس أو عرض مواد ترويجية للجماعة المصنفة إرهابيًا.
كما اعتقلت شرطة مانشستر الكبرى 16 شخصًا، في حين ألقت شرطة ساوث ويلز القبض على 13 متظاهرًا في كارديف، في إطار نفس الحملة الأمنية.
تداعيات قانون مكافحة الإرهاب
يأتي هذا التصعيد بعد قرار رسمي صدر هذا الشهر بتصنيف “تحرك من أجل فلسطين” منظمة إرهابية بموجب قانون مكافحة الإرهاب لعام 2000، ما يترتب عليه عقوبات تصل إلى السجن 14 عامًا على المنتمين للجماعة أو الداعمين لأنشطتها.
وشهدت العاصمة البريطانية للأسبوع الثاني على التوالي مظاهرات رافضة لهذا التصنيف، مع تحذيرات متجددة من الشرطة بأن إظهار الدعم للجماعة يعد جريمة جنائية.
أساليب الاحتجاج والمواجهات
اعتمد المحتجون أساليب مختلفة للتعبير عن رفضهم، منها رفع لافتات ورقية كُتب عليها عبارات منددة بالإبادة الجماعية ومؤيدة لفلسطين، بينما قامت الشرطة بتفتيش الحقائب وفحص الهويات ومصادرة اللافتات.
وشوهد بعض المتظاهرين وهم يستلقون على الأرض، قبل أن تقوم الشرطة باقتيادهم إلى سيارات الشرطة المتوقفة في محيط ساحة التظاهر.
تخريب القاعدة الجوية
يعود قرار الحظر إلى حادثة تخريب طائرتين من طراز “فوياجر” في قاعدة جوية تابعة لسلاح الجو الملكي البريطاني في أوكسفوردشاير في حزيران الماضي، والتي تبنتها جماعة “تحرك من أجل فلسطين”، وقدرت الأضرار الناجمة عنها بنحو 7 ملايين جنيه إسترليني.
تبرير الحظر وتصنيف مماثل
وصفت وزيرة الداخلية البريطانية إيفيت كوبر تخريب الطائرتين بأنه “أمر شائن”، وأعلنت عن خطط لحظر الجماعة، مشيرة إلى “تاريخ طويل من الأضرار الجنائية غير المقبولة”.
ويضع القرار الحكومي “فلسطين أكشن” في نفس الفئة مع حماس والقاعدة وداعش، ويُعاقب الانتماء إليها بالسجن لمدة تصل إلى 14 عامًا.
موقف المعارضين
يرى معارضو الحظر أن استخدام قوانين مكافحة الإرهاب غير مناسب للتعامل مع مجموعة متهمة بإتلاف ممتلكات لا بإيذاء أفراد، رغم اتهام بعض أعضائها بارتكاب جرائم عنف خلال اشتباكات مع الشرطة.
واستهدفت حركة “فلسطين أكشن” شركات إسرائيلية ومرتبطة بإسرائيل في بريطانيا، وغالبًا ما كانت ترش الطلاء الأحمر على الواجهات أو تغلق مداخل الشركات أو تتلف معدات.