الأربعاء 5 فبراير 2025
spot_img

لبنان.. حزب الله و”أمل” تحت صدمة خسارة رئاسة الحكومة

تتلمس الأوساط السياسية في لبنان ارتدادات قرار تكليف نواف سلام بتشكيل الحكومة الجديدة، حيث تعكس هذه الخطوة تصدعات عميقة في التحالفات السياسية. جاء ذلك بعد اعتقاد “حزب الله” و”حركة أمل” بقدرتيهما على ضمان فوز مرشحهما، رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي.

تساؤلات عديدة تثيرها كواليس الاستشارات النيابية التي قادها الرئيس اللبناني الجديد جوزاف عون، في الوقت الذي استطاعت فيه قوى سياسية أخرى نسف طموحات “الثنائي الشيعي”.

ردود فعل سياسي

بعد اللقاء مع عون، أدلى رئيس كتلة “حزب الله” النيابية، محمد رعد، بتصريحات للصحافة يوم الاثنين، مشيراً إلى أن هناك جهات تسعى إلى “التفكيك والشرذمة”. وأكد على حقهم في المطالبة بحكومة ميثاقية، محذراً من أن أي حكومة لا تعكس العيش المشترك لا شرعية لها.

أثارت تصريحات رعد تساؤلات حول ما إذا كانت ترتيبات معينة قد تم الاتفاق عليها دون تنفيذ. وأكدت مصادر نيابية لـ”الشرق” الشعور بالخداع في صفوف “حزب الله” و”حركة أمل”.

تشكيل الحكومة الجديدة

كلف الرئيس اللبناني جوزاف عون، القاضي نواف سلام، بتشكيل الحكومة الجديدة بعد حصوله على دعم أغلبية النواب. ولم تقدم كتلة “حزب الله” أي مرشح لرئاسة الحكومة.

من جانبه، صرح نواف سلام بعد اعتباره رئيسًا مكلفًا، أن يديه ممدودتان للجميع، مشيراً إلى أنه يسعى إلى الوحدة والشراكة الوطنية بدلاً من الإقصاء.

اتهامات بالخداع

وصفت مصادر مقربة من “حركة أمل” تسمية سلام بدلاً من ميقاتي بأنها “خديعة”، مشيرة إلى اتفاق مسبق مع نواب سنّة ومسيحيين لدعم ميقاتي في الاستشارات. وتحدثت عن ضغوط سُحبت بسببها ترشيحات المعارضة مثل النائب فؤاد مخزومي لصالح سلام.

ووُجهت الاتهامات إلى كتلة “التيار الوطني الحر” بدعمها لسلام، إذ قدمت له 13 صوتًا. وفي حين تبين دعم أبناء “حزب الله” لانتخاب عون، اعتقد الحزب أنهم ضمنوا بقاء ميقاتي.

أبعاد الأزمة السياسية

بين الاتهامات بالخداع ومطالب الإقصاء، رأى مصدر من المعارضة أن هذه التصريحات تعكس صدمة حقيقية لدى “أمل” و”حزب الله” بعد حصول نواف سلام على غالبية الأصوات.

ووصف النائب المعارض هذه الطبقة بأنها كانت تغطي ممارسات “حزب الله”، والتي أدت إلى تداعيات وخسائر هائلة بسبب الأزمات الأخيرة.

تحولات سياسية

في سياق ردود الأفعال، يعتبر النائب المعارض وضاح الصادق أن ما جرى في جلسة انتخاب عون ليس بخديعة وإنما هو “معركة ديمقراطية”. وأشار إلى أن دعم المعارضة يكتسب الآن أبعادًا جدية مع سحب مرشح مخزومي لتعزيز فرص سلام.

تتكون المعارضة من قوى سياسية متنوعة، بما في ذلك “القوات اللبنانية” و”حزب الكتائب”، في حين أثار قرار مخزومي الانسحاب من الترشيح دهشة كبيرة.

مستقبل الحكومة الجديدة

تتواصل الاستشارات لتشكيل الحكومة برئاسة نواف سلام، إذ تمتد على مدى يومين. تناقش فيها الآراء حول آلية العمل الحكومي ومشاريعها المستقبلية. تتجه الأنظار إلى كيفية تعامل “حزب الله” و”أمل” مع المرحلة الجديدة وبناء علاقة مع الحكومة المقبلة بعد وصفهم ما جرى بـ”الخديعة”.

اقرأ أيضا

اخترنا لك