الأربعاء 2 يوليو 2025
spot_img

لاجئة فيتنامية تخترع قنبلة أمريكية خارقة دمرت منشآت إيران

واشنطن – تسببت ضربات جوية أمريكية استهدفت مواقع نووية إيرانية رئيسية باستخدام قنابل “جي بي يو-57” الخارقة للتحصينات في إحداث صدى واسع، لكن قلة يعرفون قصة العقل المدبر وراء هذا السلاح الفتاك.

آنه دونغ.. من سايغون إلى واشنطن

آنه دونغ، عالمة الذخائر البالغة من العمر 65 عامًا، هي اللاجئة الفيتنامية التي هربت من سايغون إبان حرب فيتنام، لتصبح لاحقًا العقل الهندسي وراء القنبلة “جي بي يو-57”.

تعود جذور قصة دونغ إلى طفولتها في فيتنام، حيث شهدت ويلات الحرب. كان شقيقها الطيار يودع العائلة متجهًا إلى مهمات قتالية، فكانت تتمنى لو يمتلك “عصا سحرية” تمنحه السلاح الأقوى لضمان عودته سالمًا.

وعد على بوابة سايغون

تكرر المشهد المؤلم مرارًا، وفي لحظة فارقة، قطعت دونغ وعدًا على نفسها: “إذا حمانا الجنود الأمريكيون، سأرد الجميل لهم”.

في نيسان/أبريل 1975، ومع اقتراب سقوط سايغون، قامت العائلة بالفرار على متن سفينة تابعة للبحرية الفيتنامية الجنوبية، لتستقر لاحقًا في الكنيسة المعمدانية الأولى في واشنطن العاصمة.

رحلة اللجوء والتحصيل العلمي

وصفت دونغ تجربتها قائلة: “وصلنا لاجئين فقراء، لكننا لقينا كرمًا وترحيبًا من الأمريكيين، مما عزز تصميمي على رد الجميل”.

حصلت دونغ على شهادة في الهندسة الكيميائية من جامعة ماريلاند عام 1982، ثم شهادة الماجستير في الإدارة العامة من الجامعة الأمريكية، قبل أن تنضم إلى البحرية كعالمة مدنية.

تطوير ذخائر متطورة

بحلول عام 2001، أصبحت دونغ مديرة قسم التطوير المتقدم للذخائر غير الحساسة، وقادت فريقًا من علماء الجيش لتطوير متفجرات استُخدمت لاحقًا في أفغانستان بعد أحداث 11 أيلول/سبتمبر 2001.

كانت “BLU-118/B” قنبلة موجهة بالليزر مصممة لاختراق الأنفاق التي كانت تؤوي تنظيم القاعدة. وقد ساهمت هذه القنبلة، بفضل تصميم دونغ، في تقصير أمد الحرب في أفغانستان.

“جي بي يو-57” وتدمير التحصينات

قبل “BLU-118/B”، عملت دونغ وفريقها على تطوير جيل جديد من المتفجرات عالية الأداء وغير الحساسة القادرة على اختراق الصخور وجدران البناء قبل الانفجار.

أصبحت هذه المتفجرات جزءًا من القنبلة الخارقة للتحصينات “جي بي يو-57″، والتي استُخدمت مؤخرًا في الهجوم على المواقع النووية الإيرانية.

نتائج الضربات النووية

أُلقيت 12 قنبلة “جي بي يو-57” على موقع فوردو النووي، وقنبلتان على منشأة نطنز. فيما أشار الرئيس ترامب إلى أن الهجوم “دمر” المنشآت النووية الإيرانية، بينما قللت تقارير استخباراتية من ذلك، مشيرة إلى تأخر البرنامج الإيراني لبضعة أشهر فقط.

ترى دونغ أن تقييم مدى نجاح القنبلة لا يمكن تحديده على الفور، فالمنشآت المستهدفة تقع تحت الأرض، وإرسال أي شخص لتقييم الأضرار أمر غير آمن.

تقليل الخسائر وتقصير الحروب

رغم تجربتها المؤلمة في حرب فيتنام، لا ترى دونغ أي تعارض بين معاناتها وعملها في تطوير أسلحة متطورة، بل تعتبر أن هذه الأسلحة يمكن أن تقلل من القتال البري وتقصر أمد الحروب.

وتضيف دونغ: “كان واجبي الأول ضمان عودة جنودنا الأمريكيين من المعارك أحياءً. أردت أن أفعل كل ما بوسعي لمساعدتهم على الفوز”.

اقرأ أيضا

اخترنا لك