في خطوة غير مسبوقة، أزاحت كوريا الشمالية الستار عن تفاصيل جديدة ومثيرة حول برنامجها النووي، حيث كشفت للمرة الأولى عن صور حصرية من داخل الترسانة النووية لكوريا الشمالية منشآت تخصيب اليورانيوم.
وتأتي هذه الخطوة في إطار استعراض الزعيم الكوري كيم جونغ أون لقوة بلاده المتزايدة، في ظل تعهده بتعزيز القدرات النووية لمواجهة التهديدات المتصاعدة من الولايات المتحدة وحلفائها.
تعزيز الترسانة النووية لكوريا الشمالية
وكشفت كوريا أمس عن صور نادرة من داخل منشأة لتخصيب اليورانيوم، خلال جولة قام بها زعيم كوريا الشمالية للمنشأة، حيث ظهر كيم جونغ أون وشدد على ضرورة تركيب المزيد من أجهزة الطرد المركزي لزيادة الترسانة النووية للبلاد.
وأظهرت الصور التي نشرتها وكالة الأنباء المركزية الكورية “كيم” وهو يتفقد صفوفًا من أجهزة الطرد المركزي، مؤكدا أهمية تسريع زيادة الأسلحة النووية للدفاع عن النفس، مشيرًا إلى الحاجة الملحة لتعزيز القدرة الدفاعية.
مضاعفة القوة النووية لكوريا الشمالية
وكان كيم قد أكد مجددًا -في تصريحات يوم الثلاثاء- التزامه بتقوية القوة النووية لكوريا الشمالية، وذلك بهدف مواجهة الولايات المتحدة وحلفائها، وجاء هذا التعهد بعد أن كشفت بلاده عن تركيب منصة جديدة جاهزة لإطلاق صواريخ باليستية عابرة للقارات تستهدف البر الرئيسي للولايات المتحدة.
التحذير من التوسع العسكري الأمريكي
وكان كيم حذر في خطاب ألقاه بمناسبة الذكرى السنوية السادسة والسبعين لتأسيس حكومته، من التهديدات التي تواجهها كوريا الشمالية نتيجة “التوسع المتهور” للكتلة العسكرية الإقليمية بقيادة الولايات المتحدة، التي تتطور لتشمل قوات نووية.
وأكد أن هذا التطور يدفع بلاده لتعزيز قدراتها العسكرية للدفاع عن نفسها، مشيرا إلى أن بلاده ستضاعف جهودها لضمان جاهزية قواتها المسلحة بما في ذلك القوة النووية، للقتال بشكل كامل.
وتأتي هذه التصريحات في وقت تتصاعد فيه التوترات بعد توقيع اتفاقية دفاع جديدة بين الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية تهدف إلى دمج الأسلحة النووية الأميركية مع قدرات كوريا الجنوبية التقليدية للتصدي للتهديدات المتزايدة.
إطلاق نوع جديد من قاذفات الصواريخ
وخلال جولته داخل المنشأة النووية أمس، ذكرت وكالة الأنباء المركزية الكورية أن كيم قام أيضًا بزيارة معهد الأسلحة النووية وقاعدة إنتاج المواد النووية المخصبة، ووضع خطة طويلة الأجل لزيادة إنتاج هذه المواد لتلبية الاحتياجات الدفاعية المتزايدة للبلاد.
وفي إطار تطوير القدرات العسكرية، أشرف كيم على تجربة إطلاق نوع جديد من قاذفات الصواريخ المتعددة الفوهات عيار 600 ميليمتر، مما يعزز من قدرات كوريا الشمالية الهجومية في مواجهة التهديدات المتزايدة.
وتستمر كوريا الشمالية في تطوير وتوسيع قدراتها العسكرية بما في ذلك تطوير الأسلحة النووية والصواريخ الباليستية العابرة للقارات. كل هذه التحركات تأتي في ظل توقعات بزيادة الضغط الدولي والعقوبات على البلاد، مما يجعل تعزيز القدرات الدفاعية أولوية قصوى للنظام الحاكم.
وتأتي هذه التطورات وسط تصاعد التوترات بين كوريا الشمالية والمجتمع الدولي، وتوضح التحركات الأخيرة لكيم جونغ أون نية بيونغ يانغ مواصلة تطوير قدراتها العسكرية والدفاعية رغم الضغوط الدولية، مما يزيد من المخاوف من تصاعد الأوضاع في شبه الجزيرة الكورية.