جامعة كولومبيا تعاقب طلابًا على خلفية احتجاجات مؤيدة لفلسطين، حيث طالت الإجراءات التأديبية عشرات الطلاب الذين استولوا على جزء من المكتبة الرئيسية خلال مظاهرة في مايو (أيار) الماضي.
إجراءات تأديبية مشددة
شملت العقوبات تعليق الدراسة تحت المراقبة، والإيقاف لمدد تتراوح بين سنة وثلاث سنوات، بالإضافة إلى إلغاء الدرجات العلمية، وصولًا إلى الفصل النهائي من الجامعة. الجامعة أكدت أن تعطيل الأنشطة الأكاديمية يشكل انتهاكًا صريحًا لسياساتها ولوائحها.
الجامعة شددت على أن هذه المخالفات ستؤدي حتماً إلى عواقب وخيمة على مرتكبيها، دون الخوض في تفاصيل حول الآلية التي اتبعتها في اتخاذ هذه القرارات التأديبية.
ترامب والاحتجاجات الطلابية
منذ عودته إلى البيت الأبيض في يناير (كانون الثاني)، استهدف الرئيس ترامب الجامعات التي شهدت احتجاجات طلابية مؤيدة للفلسطينيين، بما في ذلك جامعة كولومبيا.
تأتي هذه الإجراءات في ظل تصاعد الجدل حول حرية التعبير والتعبير عن الآراء السياسية داخل الحرم الجامعي.
أكبر عدد من الإيقافات
“جامعة كولومبيا من أجل فلسطين” أفادت بأن الجامعة أبلغت 80 طالبًا بالإجراءات التأديبية، واصفة ذلك بأنه “أكبر عدد من حالات الإيقاف بسبب احتجاج سياسي واحد في تاريخ جامعة كولومبيا”.
المجموعة أشارت إلى أن هذا العدد يتجاوز الإجراءات التأديبية السابقة التي اتخذت ضد أفراد بسبب احتجاجات أخرى.
عقوبات أمريكية محتملة
الإدارة الأمريكية كانت قد أعلنت في مارس (آذار) عن نيتها فرض عقوبات على الجامعة بسبب طريقة تعاملها مع الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين، والتي قد تشمل إلغاء منح بحثية بمئات الملايين من الدولارات.
الإدارة الأمريكية اعتبرت أن رد الجامعة على مزاعم معاداة السامية ومضايقات تعرض لها أفراد من المجتمع الجامعي اليهودي والإسرائيلي لم يكن كافيًا.
التزامات الجامعة
في أعقاب إعلان الحكومة عن إلغاء التمويل المحتمل، أعلنت الجامعة عن سلسلة من الالتزامات استجابة لمخاوف الإدارة الأمريكية.
الجامعة أكدت دعمها لحرية التعبير، مع التأكيد على أن المظاهرات والأنشطة الاحتجاجية التي تعيق الأنشطة الأكاديمية تشكل عائقًا أمام مهمتها الأكاديمية الأساسية.
اتهامات بالخلط بين المفاهيم
يقول محتجون، بمن فيهم أفراد من بعض الجماعات اليهودية، إن إدارة ترامب قد خلطت بشكل خاطئ بين انتقاد الهجوم العسكري الإسرائيلي في غزة ومعاداة السامية، وبين الدفاع عن حقوق الفلسطينيين ودعم التطرف.
الجدل حول معاداة السامية وحرية التعبير لا يزال مستمراً داخل الجامعات الأمريكية.
تعريف مثير للجدل
في الأسبوع الماضي، تبنت جامعة كولومبيا تعريفًا مثيرًا للجدل لمعاداة السامية يساوي بينها وبين معارضة الصهيونية، مما أثار المزيد من الجدل والانتقادات.
الجامعة أعلنت أيضًا أنها لن تتعامل بعد الآن مع مجموعة “جامعة كولومبيا أبارتهايد دايفست” المؤيدة للفلسطينيين.