الجمعة 14 مارس 2025
spot_img

كوريا الشمالية تطور أول غواصة نووية قادرة على الضرب

كشفت كوريا الشمالية عن تطويرها لأول غواصة تعمل بالطاقة النووية، والتي تتمتع بالقدرة على إطلاق صواريخ باليستية، خلال زيارة قام بها زعيم البلاد كيم جونج أون إلى أحواض بناء السفن الرئيسية. وفقًا لموقع Army Recognition

وفي إطار تفقده للتطورات في مجالات التكنولوجيا البحرية وبناء السفن، أكد كيم على الأهمية الاستراتيجية لهذه الغواصة، متوقعًا أن تعزز من قدرة بيونج يانج على الردع النووي، إضافة إلى توفير إمكانيات قوية للضربة الثانية.

وقد أشار الخبراء العسكريون في كوريا الجنوبية إلى أن هذه الغواصة الجديدة من المحتمل أن تزن حوالي 6000 إلى 7000 طناً، وقادرة على حمل حوالي 10 صواريخ باليستية.

خصائص الغواصة الجديدة

علق مون كون سيك، خبير غواصات من جامعة هانيانج في سول، أن الاستخدام الرسمي لمصطلح “الصواريخ الموجهة الاستراتيجية” من قبل المسؤولين الكوريين الشماليين يشير إلى قدرة هذه الصواريخ على حمل رؤوس حربية نووية. ما يجعل الغواصة عنصرًا حيويًا في ترسانة بيونج يانج النووية.

وأكد مون أن الغواصة ستمنح كوريا الشمالية القدرة على توجيه ضربات انتقامية مدمرة حتى بعد تعرضها لهجوم استباقي على أراضيها.

تعتبر هذه الغواصة النووية تطوراً كبيراً في البحرية الكورية الشمالية، التي اعتمدت لسنوات طويلة على غواصات أقل حجماً تعمل بالديزل.

أسطول الغواصات الكوري

تضم البحرية الكورية الشمالية أسطولًا مكونًا من 71 غواصة، تشمل طرازات مصممة لأغراض استراتيجية وتكتيكية. ومن بين هذه الغواصات، هناك غواصة SSB 1 8.24 Yongung (Gorae) التي شاركت في تجارب إطلاق صواريخ باليستية.

كما يشتمل الأسطول الكوري على غواصات ذات قدرات متخصصة، بما في ذلك غواصات صواريخ كروز (SSC) وغواصات هجومية (SSK).

يغطي الأسطول عدة أنواع رئيسية، حيث تم تصميم غواصات فئة SSB لاستخدامها في الباليستيات، مما يجعلها مؤهلة لحمل وإطلاق صواريخ باليستية.

التوجه نحو القوة النووية

استُعملت غواصات فئة Gorae في تجارب صواريخ Pukguksong-1 الباليستية، مما يعكس نوعية التكنولوجيا التي طورتها بيونج يانج.

تمكن هذه الصواريخ الباليستية التي تُطلق من الغواصات، القادرة على ضرب أهداف بعيدة، كوريا الشمالية من الحفاظ على رادع نووي فعّال وقوي. تعتقد العديد من التحليلات أن روسيا قد لعبت دورًا كبيرًا في مساعدة كوريا الشمالية على تطوير هذه الغواصات.

تاريخيًا، كانت موسكو مصدرًا رئيسيًا للتكنولوجيا العسكرية في كوريا الشمالية، بما في ذلك أنظمة الصواريخ والتكنولوجيا النووية.

القدرات البحرية الحديثة

تعتبر الغواصات النووية مختلفة تمامًا عن تلك التي تعمل بالديزل، إذ يمكن لها البقاء مغمورة لفترات أطول، مما يصعب اكتشافها ويعزز من قدرتها على البقاء في الصراعات المستقبلية.

وتسمح القدرة على إطلاق الصواريخ الباليستية من تحت سطح البحر لكوريا الشمالية بتعزيز ردعها النووي، مؤمنة بذلك القدرة على تنفيذ هجمات انتقامية حتى لو تعرضت للهجوم في بداية الصراع.

المصطلح SLBM (الصواريخ الباليستية التي تطلق من الغواصات) يشير إلى صواريخ يُمكن إطلاقها من غواصة مغمورة، وهو أمر أساسي لأية دولة ترغب في الحفاظ على قدرة رادع نووي موثوق.

استراتيجية كوريا الشمالية

يمثل إدخال الغواصة الجديدة القادرة على العمل بالطاقة النووية تطورًا محوريًا في الاستراتيجية العسكرية لكوريا الشمالية، حيث يمنحها القدرة على توسيع نطاق عملياتها والقدرة على الصمود.

تعزز هذه الغواصة من قدرة بيونج يانج كعامل ردع استراتيجي، مما يفرض تحديات جديدة على القوى الإقليمية مثل الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية.

تشير هذه التطورات إلى الطموح المتزايد لكوريا الشمالية في مجال المحيطات، مع استمرار البلاد في تحديث ترسانتها النووية.

يجعل دمج الصواريخ الباليستية التي تُطلق من غواصات في غواصة نووية كوريا الشمالية تقترب أكثر نحو التكافؤ مع القوى النووية الأخرى، مما يعزز مكانتها كقوة عسكرية بارزة في المنطقة.

اقرأ أيضا

اخترنا لك