أعلنت القوات الجوية في كوريا الشمالية عن تسلمها لأول مرة صواريخ جو-جو موجهة بالرادار النشط، حيث تم دمج هذه الصواريخ في سرب من طائرات الـMig-29، وتم إجراء اختبار لإطلاقها مؤخرًا.
تجدر الإشارة إلى أن طائرات الـMig-29، التي تم شراؤها من الاتحاد السوفيتي في ثمانينيات القرن الماضي، تم إنتاجها لاحقًا بموجب ترخيص محلي في التسعينيات. وكانت هذه الطائرات مُجهزة سابقًا فقط بصواريخ R-27 شبه النشطة القديمة نسبيًا، والتي تُستخدم في القتال جو-جو خارج مدى الرؤية، بحسب ما أفادت به مجلة Military Watch.
وعلى الرغم من تقديم R-27 كصواريخ متطورة عند طرحها في أوائل الثمانينيات، إلا أن النسخ المستخدمة في عصر الحرب الباردة تُعتبر متأخرة كثيرًا مقارنةً بالصواريخ الحديثة، مثل PL-15 الصينية وAIM-260 الأمريكية.
صواريخ جو-جو الجديدة
تشير المعطيات إلى أن فئة الصواريخ الجديدة في كوريا الشمالية تتميز بالتوجيه الراداري النشط، مما يجعلها مشابهة لأحدث الطرازات المُعتمدة في الدول الأخرى، مثل PL-15.
تم الكشف عن هذه الفئة من الصواريخ لأول مرة في معرض تطوير الدفاع الوطني للدفاع الذاتي في أكتوبر 2021، ويُتوقع أن يتم دمجها أيضًا في مقاتلات Mig-23ML وMig-21bis، بالإضافة إلى طائرات Mig-29.
يُعتبر هذا التطور في فئات صواريخ الجو-جو مؤشراً مهماً على نضج التقنيات الأساسية المطلوبة لصواريخ بعيدة المدى، كما تجلت في اختبارات أنظمة مثل Pyongae-6.
تأثير التطويرات التقنية
بالنظر إلى تقادم أجهزة الاستشعار على مقاتلات كوريا الشمالية الحالية، يُحتمل أن تكون الصواريخ الجديدة مصممة للاعتماد على بيانات الاستهداف المستمدة من رادارات الدفاع الجوي الأكثر تطورًا في البلاد، بالإضافة إلى الطائرات الكبيرة المزودة برادار طائر.
الأهمية الاستراتيجية لدمج صواريخ جو-جو جديدة تتزايد مع احتمالية حصول كوريا الشمالية على المزيد من المقاتلات من روسيا، في ظل توقعات حول استلام طائرات Mig-29 المحدثة أو مقاتلات الجيل الخامس Su-57.
سيسهم تشغيل هذه المقاتلات المزودة برادارات حديثة ذات مصفوفة مسح إلكتروني في تعزيز فعالية الأسطول، مما يتيح له الاستفادة بشكل أكبر من فئات الصواريخ الموجهة بالرادار بعيدة المدى.
ترقيات متنوعة
التحديثات المتعلقة بمحركات RD-33 Series 3 المُطورة حديثًا، والتي تتسم بالكفاءة العالية وامتلاكها لقدرات حمل وقود موسعة، لا تنحصر فقط على ميغ-29 المُحدثة، بل تتضمن أيضًا قمرة القيادة الزجاجية ورادار Zhuk-ME PESA، بالإضافة إلى رادار Zhuk-A/AM AESA الأحدث.
تُعزز هذه الترقيات من قدرات المقاتلات في القتال خارج مدى الرؤية في العقد الثالث من القرن الحادي والعشرين، حيث يتم دمج مشاهد مثبتة على الخوذة، مما يمكنها من الاستخدام الفعال لصواريخ جو-جو قصيرة المدى التي طورتها كوريا الشمالية.