الثلاثاء 28 أكتوبر 2025
spot_img

كوريا الجنوبية تنافس بالدبابة K2ME في الشرق الأوسط

spot_img

تحول كوريا الجنوبية في الصناعات الدفاعية

خلال ثلاثة عقود، تحولت كوريا الجنوبية من الاعتماد الكامل على السلاح المستورد إلى كونها واحدة من القوى البارزة في مجال الصناعات الدفاعية. وتبرز شركاتها اليوم كمصانع مرنة للمعدات العسكرية ونقل التكنولوجيا، مما يسهم في توطين هذه الصناعات في سوق الشرق الأوسط المتنامية.

كانت دبابة K2-ME التي تنتجها شركة “هيونداي روتيم” رمزًا لهذا التحول، حيث صُممت لتوفير حلول دفاعية مرنة تتناسب مع متطلبات المنطقة. تم تعديل النسخة الشرق أوسطية خصيصًا لتلبية احتياجات مسارح العمليات في الشرق الأوسط.

جذبت النسخة الجديدة من الدبابة اهتماماً كبيراً خلال عرضها في معرض ADEX 2025 في سيؤول، حيث أبدت كل من السعودية والعراق والإمارات اهتمامًا قويًا بها.

شراكات تصنيع دفاعية

إن الأهمية الأساسية لدبابة K2-ME لا تقتصر على تقنياتها المتقدمة التي تتنافس مع الدبابات الغربية مثل “أبرامز” و”لوكلير” و”تشالنجر”، بل تشمل أيضًا إنشاء شراكات تصنيع بين الدول العربية والشركات الكورية، مما قد يمثّل بديلاً ثوريًا لتطوير القدرات البرية للجيوش العربية.

تضمنت التحسينات التي طالت الدبابة تعديلًا يتيح لها العمل في المناخات الصحراوية الشديدة، بما في ذلك تحسين نظام تبريد المحرك وتعزيز راحة الطاقم.

وقد أكد مصدر مسؤول في الشركة أن هذه التعديلات مستندة إلى تجارب ميدانية فعلية، تم تنفيذها في ظروف قاسية في سلطنة عمان والنرويج، ما جعل K2-ME الخيار الأنسب للجيوش التي تسعى للارتقاء بأسطولها البرّي.

تحسينات تكنولوجية متطورة

تشمل دبابة K2-ME مزيجًا فريدًا من القدرة النيرانية العالية والمرونة الفائقة، حيث تأتي مزودة بمدفع عيار 120 ملم ومؤازر آلي يوفر عدد الطاقم. كما يتضمن نظام التحكم في النيران تقنيات متقدمة تعتبر من بين الأكثر تطورًا عالميًا.

وتتمتع أنظمة التعليق الهيدروليكي بميزات متطورة، مما يسهم في تحسين حركة الدبابة على التضاريس الوعرة، وتمنحها القدرة على التحكم في ارتفاع الهيكل لتحسين دقة الرمي.

تُبرز الدبابة خفة وزنها، حيث يبلغ وزنها أقل من 60 طناً، مع إمكانية الوصول لسرعة 70 كيلومترًا ومدى تشغيل يصل إلى 450 كيلومترًا.

أنظمة حماية متقدمة

تعمل النسخة الحالية من دبابة K2-ME على تأمين أنظمة حماية نشطة، تشمل أنظمة الإعاقة الكهروبصرية والإلكترونية. كما تُطور الشركة حاليًا نظام حماية نشط جديد لرعاية جيوش المنطقة.

تمثل الأنظمة الحماية النشطة فئة متعددة، تجمع بين أنواع متعددة من المقذوفات الدفاعية، ما يوفر تنوعًا في الخيارات الدفاعية للجيوش.

وتستخدم الشركة حالياً نظاماً آلياً لاكتشاف الأهداف، وتستعد لإدخال وظائف جديدة تقوم على تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي، مما يعزز قدرة الدبابة على التكيف مع نطاقات القتال المستقبلية.

قاعدة صناعية متكاملة

ظهرت دبابة K2 منذ 2013 وبدأت تستخدمها القوات الكورية منذ 2014. حققت نجاحًا في الأسواق الأوروبية من خلال صفقات كبيرة، تمثل حلاً مثاليًا لاحتياجات الدبابة في التضاريس الباردة.

تسمح القاعدة الصناعية الكورية بإنتاج ما لا يقل عن 1000 دبابة مُصنّعة وفق المعايير البولندية. وتفتح الشركة أبواب التعاون مع الدول العربية في تطوير مصانع مشتركة لدعم قدرات الصناعة الدفاعية في المنطقة.

فرص التعاون التكنولوجي

تسعى هيونداي روتيم إلى الاستفادة من تجاربها الناجحة في دول مثل بولندا وتركيا في سياق التعاون مع الدول العربية. وتعمل على تنفيذ عمليات تجميع مرخصة لتعزيز القدرات المحلية.

تؤكد الشركة على قدرتها على تكييف أنظمتها الإلكترونية لتتوافق مع الأنظمة المحتملة للجيوش المستوردة.

تجاوزت نسبة المكون المحلي في دبابة K2 حاليًا 90%، مما يعزز من حرية تصديرها ويساهم في رفع مكانة كوريا في سوق الدفاع.

خطوات استراتيجية لمستقبل الدفاع

على الرغم من مزاياها، تفتقر دبابة K2-ME للاختبارات العملية في الميدان. بالمقابل، تمتلك الجيوش العربية دبابات مثبتة عملياتيًا، الأمر الذي يتيح لها الاستخدام الفوري لمعداتها الحالية.

تطرح الدبابة الكورية حلًا تكنولوجيًا متقدمًا، يحتاج إلى استثمار استراتيجي شامل في تطوير الأنظمة المحلية، وزيادة التوظيف في مجالات الإنتاج والتدريب.

اقرأ أيضا

اخترنا لك