في عملية معقدة، أُطلق سراح الباحثة إليزابيث تسوركوف في العراق، مطلع سبتمبر 2025، بعد احتجاز دام أكثر من عامين. عملية الإفراج، التي تضمنت اتصالات بين جهات أمنية وفصائل مسلحة، تمت وسط ضغوط حكومية وأمريكية مكثفة.
تسليم تسوركوف
أكدت مصادر مطلعة أن “كتائب حزب الله” العراقية سلمت تسوركوف، طالبة الدكتوراه في جامعة برينستون، بعد أن استشعرت ضغوطاً متزايدة وتداعيات خطيرة لاستمرار احتجازها.
وتحدثت “الشرق الأوسط” مع مسؤولين أميركيين وعراقيين، إضافة إلى عناصر من فصائل مسلحة، لكشف تفاصيل عملية الإفراج.
تحركات حكومية
كشفت التحقيقات عن مسار أمني عراقي فُتح ضد الجهة الخاطفة، بالتزامن مع تحذيرات أمريكية شديدة اللهجة بشأن عواقب استمرار الاختطاف.
المتحدث باسم الخارجية الأميركية صرح بأن إطلاق سراح تسوركوف تحقق بفضل “شراكة حاسمة” مع رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني.
تنازلات الكتائب
مسؤول في “كتائب حزب الله” أوضح أن الفصيل قدم “تنازلاً من أجل الأمن العام” ودعم الحكومة، بالتزامن مع وصول صور تسوركوف إلى مستشفى إسرائيلي.
مصادر “الشرق الأوسط” أفادت بأن “الكتائب” أُجبرت على تسليم تسوركوف نتيجة “حصار سياسي ومفاوضات تصاعدت منذ أغسطس بسبب ضغوط من الحكومة العراقية والولايات المتحدة”.
لا صفقات تبادل
خلافًا للشائعات، لم تتضمن عملية الإفراج أي صفقات تبادل للأسرى أو التزامات بانسحاب القوات الأمريكية من العراق.
مصادر سياسية نفت التقارير التي تحدثت عن تسليم عناصر لبنانية وعراقية مقابل إطلاق سراح تسوركوف، مؤكدة أن التسليم تم دون شروط.
“وحيدة في المنزل”
تضاربت الروايات حول الساعات الأخيرة لتسوركوف في بغداد قبل نقلها إلى تل أبيب، لكن الرواية الأبرز تشير إلى أنها تُركت وحيدة في منزل مستأجر لمدة 4 ساعات.
المصادر أوضحت أن الخاطفين نقلوا تسوركوف إلى منزل في حي الجادرية الراقي، قبل تسليمها إلى القوات الحكومية المكلفة بنقلها إلى السفارة الأميركية.
جراحة الظهر
كشف مسؤول حكومي عراقي أن تسوركوف خضعت لعملية جراحية في عمودها الفقري قبل اختطافها بأسبوع.
تفاقمت حالة تسوركوف الصحية نتيجة تنقلها المستمر مع الخاطفين، مما أثر على قدرتها على الحركة بشكل واضح.
إنقاذ متعثر
أفادت مصادر أمنية بأن القوات الأميركية رصدت موقع تسوركوف مرتين خلال فترة احتجازها، لكنها لم تتمكن من الوصول إليها.
كما أشارت المصادر إلى أن عمليات أمنية عديدة نُفذت خلال فترة الاختطاف، استناداً إلى معلومات استخباراتية، لكنها لم تنجح في تحريرها.
رسائل ضاغطة
خلال الشهرين الماضيين، اشتدت المفاوضات بين فريق حكومي و”كتائب حزب الله”، بالتزامن مع تصاعد الضغوط السياسية والأمنية.
مصدر حكومي أكد أن “كتائب حزب الله” فقدت أوراق قوتها بعد الاشتباكات مع الجيش العراقي في جنوب بغداد.
تحذيرات أمريكية
في خضم هذه التطورات، نقل وسيط سياسي رسائل تبحث في إمكانية عقد صفقة مقابل إطلاق تسوركوف.
يوم 6 سبتمبر، وقع الرئيس ترمب أمراً تنفيذياً لمعاقبة من يحتجز مواطناً أميركياً خارج الولايات المتحدة، بالتزامن مع مباشرة الدبلوماسي الأميركي جوشوا هاريس مهام عمله في بغداد.
فقدان المخالب
يعتقد مراقبون أن عاملين حاسمين حرّكا ملف تسوركوف، وهما احتمال استهداف مواقع عسكرية تابعة للفصائل، وتزايد الشعور بفقدان “كتائب حزب الله” لقدرتها على استخدام نفوذها.
المتحدث باسم الخارجية الأميركية وصف إطلاق سراح تسوركوف بأنه “تجسيد عملي لمفهوم السلام من خلال القوة”.
الفندق والجائزة
بعد تسلمها، نُقلت تسوركوف إلى فندق قرب المنطقة الخضراء، حيث رفضت إجراء مقابلات مع مسؤولين عراقيين.
الرئيس ترمب أعلن بشكل استباقي إطلاق سراح تسوركوف، ما أثار امتعاض الحكومة العراقية التي فضلت في النهاية “منح ترمب فوائد العملية وحصد الجائزة”.
تموضع جديد
مسؤول عراقي أكد أن عملية إطلاق تسوركوف “تبرهن على التزام العراق بالتعاون الدولي”.
تسوركوف استعادت مقتنياتها من أسواق بغداد، بينما يُعتقد أن الفصيل الذي كان يحتجزها يبدأ مرحلة جديدة من التموضع السياسي في بغداد.