السبت 1 نوفمبر 2025
spot_img

قمة ترمب وشي.. خلافات عميقة وانتصارات رمزية محدودة

spot_img

بعد توترات متصاعدة وحرب تجارية، التقى الرئيس الأميركي دونالد ترمب بنظيره الصيني شي جينبينغ في كوريا الجنوبية، في محاولة لتهدئة الخلافات المتجذرة بين البلدين. اللقاء يأتي في ظل تصاعد المخاوف الأميركية من الصين، التي تعتبرها الاستخبارات الأميركية “أكبر خطر جيوسياسي” يواجه الولايات المتحدة.

نتائج قمة ترمب-شي

جاك بيرنهام، الباحث في الشؤون الصينية، يرى أن الطرفين حققا “انتصارات رمزية” من الاجتماع. لكنه يحذر من أن هذه الانتصارات قد تكون مؤقتة، وأن قرارات جديدة من الجانبين قد تؤدي إلى مواجهة أخرى، سواء عبر رسوم جمركية أو قيود على تصدير المعادن النادرة.

بينما تشير يان بينيت، الأستاذة في جامعة جورج واشنطن، إلى إمكانية تحقيق تقدم على مستوى العمل في الأسابيع القادمة عبر محادثات في واشنطن وبكين. روبرت روس، الأستاذ بجامعة بوسطن، يرى أن الاجتماع وضع “إطاراً أساسياً” لاتفاق محتمل، لكنه يصف هذه الأطر بأنها “فارغة إلى حد ما، وتتطلب التنفيذ”.

روس يضيف أن “كل طرف لا يثق في أن الطرف الآخر سيتخذ الخطوات الأولى”. ويستبعد انفراجة قريبة، متوقعاً استمرار التوتر حتى قمة بكين المقبلة، ثم تصاعده مجدداً قبلها.

أهمية العلاقات الإيجابية

يان بينيت تشدد على أهمية إقامة علاقة “أكثر إيجابية” مع الولايات المتحدة بالنسبة للرئيس الصيني، في ظل التحديات الاقتصادية التي تواجهها بلاده. الصين تعاني من مشكلة شيخوخة السكان وارتفاع معدل البطالة بين الشباب، ما يجعل الاقتصاد مصدر قلق للحزب الشيوعي والرئيس شي.

ترى بينيت أن “إقامة علاقة أكثر إيجابية مع الولايات المتحدة، التي تُعد أكبر سوق للصين، أمر بالغ الأهمية لشي للحفاظ على شرعيته لدى الشعب الصيني ولدى الحزب نفسه”. وتصف ما جرى في الاجتماع بأنه خطوة صغيرة، لكنها إيجابية بالنسبة للصين.

على عكس بينيت، يعتقد روس أن الصينيين يشعرون بأنهم يدخلون هذه الاتفاقية بميزة، ما يجعلهم مترددين في تقديم تنازلات لإدارة ترمب.

ملف تايوان والحرب في أوكرانيا

ملف تايوان كان غائباً عن قمة ترمب وشي. بينيت ترى أن هذا الغياب أمر جيد، خوفاً من احتمال تغيير ترمب للوضع الراهن في تايوان.

وتضيف: “نعتمد سياسة الصين الواحدة منذ عام 1972… لا تريد أي من الجهات الثلاث تغيير الوضع الراهن. لا أحد يريد أن تعلن تايوان استقلالها”.

في المقابل، تطرق الطرفان إلى الحرب الروسية – الأوكرانية. بينيت تقول إن ترمب يحتاج إلى مساعدة الصين للتأثير على روسيا، ويسعى لإبرام اتفاق طاقة مع بكين، أملاً في أن تبدأ في شراء النفط والغاز الأميركي، وتقليل اعتمادها على النفط والغاز الروسي.

مستقبل “تيك توك”

منصة “تيك توك” أيضاً غابت عن طاولة النقاش، ولم يتم الإعلان عن أي اتفاق بشأنها. بيرنهام يشير إلى أن الصينيين ينظرون إلى “تيك توك” على أنها “ورقة مساومة مماثلة للفنتانيل وفول الصويا”.

ويرى بيرنهام أن الصينيين “لا يرون أن هناك حافزاً لتنازلهم عن المسألة، وسيستمرون في التمسُّك بموقفهم للحصول على تنازلات من الجانب الأميركي”.

بينما يقول روس إنه على الرغم من تأكيدات ترمب بأن الصين وافقت على الاتفاق، فإنها “لم توافق أبداً”. بينيت تستغرب التركيز على “تيك توك” فقط، مشيرة إلى وجود العديد من الشركات الصينية الأخرى التي تعمل في الولايات المتحدة.

بينيت تلفت إلى أن “أصل الخلاف” حول هذه التطبيقات يرتبط بتخزين بيانات المستخدمين في خوادم صينية. وتضيف أن “المخاوف المتعلقة بالخصوصية وقدرة الصين على الوصول إلى البيانات الأميركية هي ما يثير قلق الأجهزة الأميركية”.

اقرأ أيضا

اخترنا لك