الإثنين 8 سبتمبر 2025
spot_img

قمة استثنائية لـ”بريكس” لمواجهة سياسات ترمب التجارية

spot_img

تتصاعد حدة التوترات التجارية العالمية مع سعي مجموعة “بريكس” إلى موقف موحد في مواجهة الضغوط التي تمارسها واشنطن، وذلك على خلفية السياسات التجارية التي يتبناها الرئيس الأميركي دونالد ترمب.

قمة استثنائية لـ”بريكس”

عقدت الدول الأعضاء في المجموعة قمة استثنائية افتراضية، بناءً على طلب من البرازيل، لمناقشة التحديات التي تفرضها السياسات الأميركية، وتميزت القمة بالسرية، حيث جرت المناقشات بعيدًا عن وسائل الإعلام.

الرئاسة الروسية أشارت إلى إمكانية الإعلان لاحقًا عن مضمون التوافقات التي تم التوصل إليها خلال القمة المغلقة التي استمرت ساعتين، بينما أكدت مصادر برازيلية أن الهدف هو صياغة رد مشترك على التهديدات الأميركية.

رد على تهديدات ترمب

وجاء انعقاد القمة ردًا مباشرًا على تصريحات ترمب التي قلل فيها من شأن المجموعة، مؤكدًا أنها “تهوي بسرعة” وأن “التهديد المزعوم الذي كانت تشكله المجموعة زال”.

وكان ترمب قد هدد بفرض رسوم جمركية مرتفعة على الدول الأعضاء في “بريكس”، معتبرًا أن المجموعة تسعى لإزاحة الدولار عن موقعه المهيمن.

رسوم جمركية وتحديات

في 30 يوليو (تموز)، وقع ترمب مرسومًا رئاسيًا بفرض رسوم جمركية بنسبة 50 في المائة على البرازيل، مبررًا ذلك بوجود إجراءات “تمثل تهديدًا للولايات المتحدة”.

وحذر ترمب من أن أي دولة تدعم السياسات “المعادية لأميركا” في إطار “بريكس” ستخضع لرسوم إضافية، مما دفع البرازيل إلى البحث عن شركاء تجاريين جدد وإطلاق آلية لتسوية النزاعات داخل منظمة التجارة العالمية.

ثقل مجموعة بريكس

تأسست مجموعة “بريكس” في عام 2006، وتضم البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب إفريقيا، وانضمت إليها في مطلع 2024 كل من مصر وإيران والإمارات العربية المتحدة وإثيوبيا.

تغطي دول “بريكس” نحو 36 في المائة من مساحة اليابسة عالميًا، وتمثل حوالي 48.5 في المائة من سكان العالم، ما يجعلها قوة اقتصادية وازنة.

هيمنة اقتصادية متزايدة

بلغت حصة “بريكس” من الاقتصاد العالمي 36.8 في المائة في نهاية عام 2024، متجاوزة مجموعة السبع G7 التي تراجعت حصتها إلى 28.8 في المائة، وفقًا لتقرير صندوق النقد الدولي.

ويتوقع صندوق النقد الدولي أن ترتفع حصة “بريكس” إلى 41 في المائة من الاقتصاد العالمي بنهاية عام 2025، ما يؤكد على الدور المتنامي للمجموعة في الاقتصاد العالمي.

اتهامات روسية للغرب

في سياق متصل، اتهم وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الغرب بمحاولة تقويض اقتصادات الدول الشريكة لروسيا عبر ممارسة ضغوط للتخلي عن موارد الطاقة الروسية وفرض رسوم جمركية عالية عليها.

لافروف أكد أن هذه التصرفات تقوض المصالح الموضوعية لشعوب تلك الدول التي ترفض الصفقات المربحة والمواد الخام الرخيصة، مشيرًا إلى فشل الرهان الغربي على إحداث شرخ بين روسيا وشركائها.

الشراكات الاستراتيجية

أشار لافروف إلى أن البرازيل والهند والصين لم تتخلَّ عن موارد الطاقة الروسية ومصالحها المشروعة، رغم الضغوط الأميركية، مؤكدًا أن الشراكة بين موسكو وبكين ونيودلهي تعود بالنفع على الدول الثلاث.

وانتقد لافروف الغرب عمومًا لتجنبه الحديث بشكل مباشر عن واشنطن، معتبرًا أن الدول الغربية ترتكب أخطاءً في مواصلة ممارسة ضغوط على أطراف بهدف إضعاف موسكو بالعقوبات.

حوار متكافئ وآفاق واعدة

أكد لافروف أن موسكو تواصل مع شركائها إنشاء منصات دفع مستقلة عن الدولار، بما في ذلك على مستوى مجموعة “بريكس”، مشددًا على استعداد بلاده لحوار متكافئ مع الجميع، وعدم رغبتها في الانتقام من أحد.

كما أشار إلى أن الولايات المتحدة بدأت تُنصت إلى روسيا بشأن الأسباب الجذرية للأزمة في أوكرانيا، وأن آفاق العلاقات التجارية والمصالح الثنائية مع الولايات المتحدة كبيرة وواعدة، خصوصًا في مجالات الذكاء الاصطناعي وإنتاج الغاز الطبيعي المسال.

اقرأ أيضا

اخترنا لك