في تصعيد للأزمة المتفاقمة، اتهم رئيس الوزراء القطري إسرائيل بتجاهل مصير الرهائن في غزة، على خلفية استهداف قادة حركة حماس في الدوحة، مؤكداً استمرار جهود الوساطة لإنهاء الصراع المستمر منذ قرابة العامين.
اتهامات قطر لإسرائيل
أدان الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، خلال اجتماع طارئ لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، الغارة الإسرائيلية التي استهدفت العاصمة القطرية، واعتبرها تجاوزاً “لكل الحدود والقيود”، وانتهاكاً لسيادة بلاده، وتهديداً للسلام الإقليمي.
وشدد الشيخ محمد على أن إسرائيل تسعى لـ”إعادة ترتيب المنطقة بالقوة”، مؤكداً في الوقت ذاته استمرار الدور الإنساني والدبلوماسي لقطر “دون أي تردد، من أجل وقف إراقة الدماء”.
تداعيات الغارة الإسرائيلية
أسفرت الغارة الجوية الإسرائيلية عن مقتل ستة أشخاص على الأقل، بينما كان قادة حماس يناقشون اقتراحاً أمريكياً لوقف إطلاق النار في غزة، مما هدد بتقويض المفاوضات التي تتوسط فيها قطر ومصر والولايات المتحدة.
وزادت الضربة الإسرائيلية من عزلة إسرائيل على الصعيد العالمي، حيث أدانتها العديد من الأطراف، بما في ذلك مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة.
موقف رئيس الوزراء القطري
أكد الشيخ محمد أن “المتطرفين الذين يحكمون إسرائيل اليوم لا يهتمون بالرهائن”، متسائلاً عن مبررات توقيت الهجوم. وحمّل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو المسؤولية المباشرة عن قتل “أي أمل لهؤلاء الرهائن”.
في المقابل، رد السفير الإسرائيلي لدى الأمم المتحدة داني دانون، قائلاً إن “التاريخ لن يكون لطيفاً مع المتواطئين”، مطالباً قطر بإدانة حماس وطردها وتقديمها للعدالة، وإلا ستفعل إسرائيل ذلك.
إدانات دولية واسعة
قبل كلمة الشيخ محمد أمام مجلس الأمن، ألقت معظم الدول، باستثناء الولايات المتحدة، باللوم على إسرائيل في الهجوم والصراعات الإقليمية، وأعربت عن شكوكها حول جدية إسرائيل في تأمين عودة الرهائن.
وقال السفير الباكستاني عاصم افتخار أحمد إن إسرائيل “عازمة على فعل كل شيء لتقويض وتدمير كل إمكانية للسلام”، معرباً عن تساؤلات حول ما إذا كانت عودة الرهائن أولوية بالفعل.
ردود فعل أمريكية
في المقابل، دافعت القائمة بأعمال السفير الأميركي دوروثي شيا عن إسرائيل، معتبرة أنه “من غير المناسب لأي عضو استخدام هذا للتشكيك في التزام إسرائيل بإعادة رهائنها إلى وطنهم”.
وفي بداية الجلسة، صرحت روزماري ديكارلو، المسؤولة السياسية في الأمم المتحدة، بأن الهجوم الإسرائيلي “صدم العالم” و”قد يفتح فصلاً جديداً وخطيراً” في الحرب بغزة.
مساعي الوساطة القطرية
أكد الشيخ محمد أن بلاده تدعم بالكامل “الوساطة والتسوية السلمية للنزاعات”، مشيراً إلى تقدير دور قطر في جميع أنحاء العالم، دون تقديم أي إشارة إلى خطوات تالية.
وشدد دانون على أن “صراع إسرائيل هو مع حماس، وليس مع شعب غزة، ولا مع دولة قطر”، مؤكداً حق إسرائيل في ملاحقة المسؤولين عن هجمات 7 أكتوبر 2023 في أي مكان.
لقاءات مرتقبة ومباحثات
بالإضافة إلى زيارة الأمم المتحدة، يعتزم الشيخ محمد لقاء وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو في البيت الأبيض، كما أعلنت قطر عن تنظيم قمة عربية إسلامية في الدوحة لمناقشة الهجوم.
وتشير التقارير إلى أن رئيس الوزراء القطري سيلتقي بمسؤولين أميركيين كبار، بمن فيهم الرئيس دونالد ترامب ونائب الرئيس جيه دي فانس والمبعوث الخاص ستيف ويتكوف. وكان ترامب قد انتقد الضربة الإسرائيلية على قطر، مؤكداً أنها لا تخدم المصالح الأميركية أو الإسرائيلية.