في اليمن، نجا مهاجرون أفارقة بأعجوبة من غارة جوية دمرت سجناً متهالكاً، لتسلط الضوء على المخاطر المميتة التي يواجهها طالبو اللجوء في مناطق الصراع. الهجوم الذي وقع في أواخر أبريل، وأسفر عن مقتل وإصابة العشرات، أثار تساؤلات حول المسؤولية عنه.
تفاصيل الغارة الجوية
في ليلة دامية، استيقظ المحتجزون على هدير الطائرات الحربية. علي أحمد، أحد الناجين، كان قد فر من تيغراي الإثيوبية عام 2020 بعد اندلاع الحرب الأهلية، سعياً للوصول إلى السعودية عبر طريق التهريب الخطر، لكنه انتهى به المطاف في سجن يمني خاضع لسيطرة الحوثيين.
قصف سجن المهاجرين
في 28 أبريل، اهتز السجن بقوة جراء قصف جوي، حيث سقطت قنابل تزن 250 رطلاً، لتخلف دماراً هائلاً وضحايا بالعشرات. فنتا، أحد الناجين، يصف المشهد المروع: “كان المكان وكل من فيه ممزقاً.”
حصيلة الضحايا
أسفر الهجوم عن مقتل ما لا يقل عن 60 شخصاً وإصابة 65 آخرين، بحسب السلطات الصحية التابعة للحوثيين. هذا وقد اتهم الحوثيون الولايات المتحدة بالمسؤولية عن الهجوم، فيما كشف تحقيق صحفي استخدام قنابل أميركية الصنع في القصف.
تحقيق أمريكي
القيادة المركزية الأميركية، المسؤولة عن العمليات العسكرية في المنطقة، لم تعلن مسؤوليتها عن الهجوم، مكتفية بالإشارة إلى أنها “على علم بادعاءات سقوط ضحايا مدنيين نتيجة الضربات الأميركية في اليمن”، وأنها تُجري تحقيقاً في الأمر.
شهادات الناجين
مراسل صحيفة زار موقع الهجوم والتقى بالناجين، الذين أكدوا أنهم لا يشكون في هوية الجهة التي نفذت القصف. بنيام أكسا، عامل من تيغراي أصيب في القصف، تساءل: “أنا أريد فقط أن أعرف لماذا جرى استهدافنا. ماذا فعلنا لهم حتى يُعاقبونا بهذا الشكل؟”
“الطريق الشرقي” إلى المجهول
يسلك آلاف المهاجرين ما يُعرف بـ “الطريق الشرقي”، وهو طريق هجرة محفوف بالمخاطر، هرباً من النزاعات والفقر والقمع في دولهم. اليمن، الذي يعاني من حرب أهلية منذ عام 2014، أصبح محطة عبور قاتلة لطالبي اللجوء.
تداعيات القصف
فنتا، الذي كان يعمل في الزراعة والحراسة في تيغراي، اضطر إلى ركوب قوارب التهريب والعبور إلى اليمن بحثاً عن الأمان. اعتقاله بتهمة تناول الكحوليات زج به في السجن الذي استُهدف لاحقاً.
دوافع القصف الأميركي
بدأت الضربات الأميركية في اليمن عام 2024، بهدف ردع الحوثيين عن مهاجمة السفن في البحر الأحمر وإطلاق الصواريخ على إسرائيل. قادة الحوثيين يقولون إن عملياتهم تهدف إلى الضغط على إسرائيل لوقف قصف غزة.
غموض الأهداف
البنتاغون أعلن أنه نفذ أكثر من 1000 ضربة جوية في اليمن، استهدفت مراكز قيادة وسيطرة وأنظمة دفاع جوي ومخازن أسلحة. ومع ذلك، لا يزال غير واضحاً لماذا قد يكون السجن من بين الأهداف.
تساؤلات مدير السجن
المقدم أحمد علي الخراسي، مدير السجن، أكد أن المحتجزين كانوا يقضون فترات سجنهم تمهيداً لترحيلهم بتهم مختلفة. وتساءل: “الجميع يعرف أن هذا المكان سجن منذ عام 2019، فلماذا يُستهدف؟”
أدلة في الموقع
السلطات المحلية عرضت شظايا القنابل التي أصابت السجن، في محاولة لتسليط الضوء على حجم الدمار والضحايا.