أثار الإنفاذ الوشيك للتعريفات الجمركية الجديدة على السيارات من قبل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ردود فعل قوية من السياسيين والقادة الصناعيين الكنديين، الذين أعلنوا استعدادهم لتحرك مضاد يشمل دعماً مالياً للكيانات الاقتصادية الكبرى في البلاد.
أوقات التحول السياسي
قبل ثلاثة أشهر، كانت كندا تُعتبر واحدة من أقرب حلفاء الولايات المتحدة، لكن الوضع تغير الآن، حيث تستعد البلاد لمواجهة حرب تجارية شاملة تؤثر بشكل عميق على اقتصادات الدولتين.
قاد دوغ فورد، رئيس وزراء أونتاريو، هجومًا على التعريفات الجمركية التي أقرها ترامب، والتي من المقرر أن تدخل حيز التنفيذ في 2 أبريل.
تحذيرات فورد
انتقد فورد في منشور له على منصة “إكس” القرارات الأمريكية، مشيرًا إلى أن فرض رسوم بنسبة 25% على السيارات والشاحنات الخفيفة سيؤدي إلى زيادة الأعباء المالية على الأسر الأمريكية ذات الدخل المحدود. كما أشار إلى الآثار السلبية لتلك القرارات على الأسواق الأمريكية، التي تعاني بالفعل من عدم الاستقرار.
ودعا فورد إلى دعم أي رد فعل انتقامي قد تتخذه الحكومة الكندية رداً على تلك السياسات.
دعوة للوحدة
في مؤتمر صحفي، دعا رئيس الوزراء الكندي الجديد مارك كارني المواطنين الكنديين لتجاوز “صدمة الخيانة” والتركيز على حماية المصالح الوطنية. أكد كارني: “سندافع عن عمالنا وشركاتنا وبلدنا، وسنواجه هذه الأزمة بصورة موحدة.”
تعكس سياسة التجارة العدوانية الأمريكية تصاعد مشاعر المعاداة لأمريكا في كندا، مما أدى بدوره إلى زيادة القومية الكندية وتغيير المشهد السياسي.
تأثيرات اقتصادية محتملة
أشار تيف ماكليم، محافظ بنك كندا، إلى جهود الشركات والأسر الكندية للتكيف مع عدم اليقين الناجم عن السياسات الأمريكية، لكنه أكد على التأثير السلبي هذا الغموض على الاقتصاد الكندي.
وفقًا لمحللي بنك RBC، فإن تلك التعريفات من المحتمل أن تدفع الاقتصاد الكندي نحو الركود في العام المقبل، مما سيؤدي لارتفاع نسبة البطالة.
استعدادات الحكومة الكندية
في سياق الأزمة، ذكر كارني أن الحكومة ستقدم تسهيلات للشركات، تتضمن تأجيل الضرائب وتوفير مصادر تمويل، وذلك للحفاظ على استمرارية عملياتها الاقتصادية.
كما أعلن أنه سيعقد اجتماعًا وزاريًا اليوم لمناقشة تدابير الرد التجاري الكندي، ويتطلع للتواصل مع ترامب خلال الأيام القادمة.
تحذيرات من عواقب الحرب التجارية
وحذرت كانديس لاينغ، الرئيسة التنفيذية لغرفة التجارة الكندية، من أن تداعيات هذه الحرب التجارية لن تقتصر على كندا وحدها، مشددة على أن التعريفات الجديدة ستكون لها آثار على الشركات المصنعة للسيارات في الولايات المتحدة، مما يزيد من تكاليف الإنتاج.
