في حادثة مؤسفة، أدى فيضان مفاجئ في متحف اللوفر بباريس يوم 27 نوفمبر الماضي إلى تضرر شديد في مكتبة الآثار المصرية، حيث تأثرت حوالي 400 غطاء كتاب ووثيقة قديمة، مما جعل بعضًا منها غير قابل للإصلاح.
أهمية الحادث
أشار فرانسيس شتاينبوك، نائب المدير العام لمتحف اللوفر، إلى أن التسرب المائي الكبير الذي حدث في جناح موليان غمر مئات الوثائق العلمية والمجلات المتخصصة في علم المصريات. اعتبر شتاينبوك أن هذه الخسارة تمثل ضربة ثقافية كبيرة للباحثين والمؤرخين.
في غضون ذلك، أوضحت التحقيقات الأولية أن الفيضان نجم عن فتح عرضي لصمام في شبكة الإمدادات المائية لأنظمة التدفئة والتهوية التي كانت تعاني من تلف مسبق، مما تسبب في تدفق مياه قذرة غمرت الرفوف والمكاتب.
إنذار داخلي
كما كشف بريد إلكتروني داخلي من لجنة الصحة والسلامة في المتحف، كشفته قناة BFMTV الفرنسية، أن الحادث وُصف بأنه “كارثة كادت تؤدي إلى كارثة أكبر”. ونبه البريد إلى قربه من لوحة كهربائية رئيسية.
وأضاف البريد أن “الأرضيات والسجاد غرِقت، وأصبحت المكاتب غير صالحة للاستخدام”، وتم اكتشاف التسرب حوالي الساعة 20:45 مساء، ليقوم حراس الليل بإيقافه قبل تفاقمه.
تاريخ المتحف
يأتي هذا الحادث ضمن سلسلة من الأزمات التي يواجهها متحف اللوفر، أكبر متحف فني في العالم، الذي يستقبل حوالي 8.9 مليون زائر سنويًا، 69% منهم أجانب. وقد عانى المتحف في أكتوبر الماضي من سرقة مذهلة لمجوهرات بقيمة 88 مليون يورو، بالإضافة إلى إغلاق جزئي في نوفمبر بسبب مشاكل هيكلية في المبنى.
يعتبر قسم الآثار المصرية جزءًا أساسيًا من المتحف، حيث يحوي أكبر مجموعة مصرية خارج القاهرة. تحتوي المكتبة على آلاف الكتب والوثائق التي تعود إلى أواخر القرن التاسع عشر، وهي مورد يومي حيوي لعلماء الآثار لدراسة حضارة الفراعنة.
مطالبات بالحماية
ذكرت وسائل الإعلام الفرنسية أن قسم الآثار المصرية قد طالب منذ سنوات باستثمارات لرفع مستوى الحماية، في حين يعاني المتحف من مشاكل هيكلية في قصره التاريخي، الذي يعود تاريخه إلى القرن الثاني عشر، مما يكلف الترميمات ملايين اليوروهات سنويًا.
وعن وضع المكتبة، قال شتاينبوك إن المتحف يعمل حاليًا على تقييم الأضرار وإعادة تأهيل الوثائق، لكن بعض الأغلفة القديمة باتت “فقدت إلى الأبد”، مما يشكل تهديدًا للمعرفة التاريخية حول التراث المصري.


