مع استمرار الجهود الدبلوماسية المكثفة، يترقب العالم رد إسرائيل الرسمي على أحدث مقترح لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، بعد إعلان حركة حماس والفصائل الفلسطينية الأخرى قبولها للمقترح.
المقترح الجديد، الذي يتضمن وقفاً مؤقتاً للأعمال العدائية لمدة 60 يوماً، يأتي في أعقاب سلسلة من المبادرات الدبلوماسية المكثفة التي قادها وسطاء إقليميون ودوليون، في محاولة لإنهاء الصراع الدائر.
مقترح وقف النار
المتحدث باسم وزارة الخارجية القطرية أكد أن المقترح يمثل “أفضل الخيارات الممكنة” لإنهاء معاناة سكان غزة، مشيراً إلى أن رد حماس “إيجابي جداً” ويتوافق بنسبة كبيرة مع ما وافقت عليه إسرائيل سابقاً.
الأنصاري أوضح أن نسبة التوافق بين موقف حماس والموافقة الإسرائيلية السابقة تصل إلى 98 بالمئة، ما يعكس تقارب وجهات النظر بين الطرفين حول الخطوط العريضة للاتفاق.
أبرز التعديلات
ينص المقترح المحدَّث على وقف إطلاق النار لمدة 60 يوماً بضمانات من الوسطاء، وعلى رأسهم الولايات المتحدة، مع البدء الفوري لمفاوضات المرحلة الثانية واستمرار الهدنة طوال فترة المفاوضات.
في المقابل، لم يتضمن المقترح الأصلي أي إشارة إلى ضمانات أو استمرار وقف إطلاق النار خلال المفاوضات، بل اكتفى بالدعوة إلى مواصلة الحوار بين الأطراف المعنية.
إطلاق الرهائن والأسرى
يتضمن المقترح الجديد إطلاق سراح 10 إسرائيليين أحياء على دفعتين، في اليوم الأول واليوم الخمسين، مقابل إطلاق سراح نحو 140 أسيراً فلسطينياً من ذوي المحكوميات العالية والمؤبدة، بالإضافة إلى النساء والقُصَّر ومعتقلين من غزة بعد السابع من أكتوبر.
بينما نص المقترح الأصلي على إطلاق سراح الرهائن دفعة واحدة في اليوم الأول، وبنفس آليات التبادل في الصفقة السابقة، ما يمثل أحد أبرز التعديلات التي أدخلت على المقترح.
تبادل الجثامين
سيتم تسليم جثث 18 رهينة على دفعتين أيضاً، بدءاً من اليوم السابع وحتى اليوم الثلاثين، مقابل تسليم عدد محدد من جثامين الفلسطينيين، على غرار المقترح الأصلي الذي نص على تبادل نحو 10 جثث فلسطينية مقابل كل جثة إسرائيلية.
تدفق المساعدات
يتفق المقترحان، الأصلي والمعدل، على أهمية إدخال المساعدات الإنسانية بشكل فوري وبكميات كافية منذ اليوم الأول للهدنة، لتلبية الاحتياجات المتزايدة لسكان قطاع غزة.
الانسحاب الإسرائيلي
يشترط المقترحان انسحاب القوات الإسرائيلية إلى المواقع التي كانت تتمركز فيها قبل اختراق وقف إطلاق النار في مارس الماضي، مع تحديد مسافات الانسحاب في مناطق مختلفة، تتراوح بين كيلومتر واحد وأقل أو أكثر في مناطق أخرى.
إسرائيل ستحتفظ بوجودها وفقاً للخريطة المعدلة في آخر مقترح للوسطاء، والذي أدخلت عليه حماس تعديلات قبل أسابيع، مع بقاء القوات في مناطق محددة من رفح بالقرب من محور موراغ.
قضايا مستقبلية
من المقرر أن تتناول المفاوضات المستقبلية قضايا حيوية مثل إدارة قطاع غزة، ومرحلة ما بعد الحرب، ومصير سلاح حماس والفصائل الفلسطينية الأخرى، بالإضافة إلى القضايا المصيرية الأخرى المتعلقة بالمستقبل السياسي للقطاع.