من بين 800 عمل فني لفنانين ورسامين من مختلف أنحاء العالم، فازت لوحة الفنان والرسام المصري، عمر صديق، المتخصص في “فن الرسم بالدوائر والخطوط المتشابكة”، بجائزة دلهي الدولية التي أقامها المجلس الهندى للعلاقات الثقافية في العام 2020 تحت عنوان “متحدون ضد الكورونا”.
الرسام المصري، المولود في العام 1980، نشأ منذ صغره على حب الرسم، وظل يبحث عن الجديد والمختلف كلما دخل مرحلة جديدة من حياته، حتى استقر على الرسم بطريقة الدوائر والمثلثات والخطوط المتشابكة.
وعلى مدى 20 عاماً، أنتج عشرات الأعمال الفنية من بورتريهات، ولوحات، وأغلفة كتب، ورسومات كاريكاتورية، وشارك في العديد من المعارض الفنية داخل مصر وخارجها، ونال العشرات من الجوائز والأوسمة، ونُشرت رسوماته في عدة كاتلوجات دولية في اليونان، وبلغاريا، وكوريا الجنوبية، وتركيا، وروسيا، وفرنسا، ورومانيا.
أعمال كاريكاتورية
وأوضح صديق أن قلبه وعقله تعلقان بالرسم منذ مرحلة الطفولة، وكان يحلم بأن يلتحق بكلية الفنون الجميلة أو الهندسة، ولكن مجموعه في الثانوية العامة لم يكن كافياً، فإلتحق بكلية التجارة في جامعة عين شمس، وخلال المرحلة الجامعية واصل هوايته المفضلة في الرسم، وفاز بالمركز الأول في إحدى مسابقات الكاريكاتير التي نظمتها الجامعة.
بعد التخرج من الجامعة، تتلمذ صديق على أيدى كبار رسامي الكاريكاتير في المؤسسات الصحفية المصرية، مثل: ناجي كامل في الأهرام، ومصطفى حسين في أخبار اليوم، ومصطفى كامل في الجمهورية، وبعدها بدأ ينشر أعماله الكاريكاتورية في مجلة الأطفال “بكرة جاي”، ومجلة نقابة التجاريين المصرية.
تجديد واختلاف
يقول صديق: “لم استمر في رسم الكاريكاتير بالصحف والمجلات كثيراً، حيث توقفت من أجل التفرغ للعمل محاسباً في إحدى الشركات، وعلى مدى 10 سنوات كاملة كنت أرسم لنفسي، واحتفظ برسوماتي في “درج” مكتبي، ولأني محباً للتجديد والاختلاف اتجهت خلال هذه الفترة إلى مجال الرسم بالدوائر والخطوط المتشابكة، وهو أسلوب فني مختلف وجديد على مصر والعالم العربي”.
وأشار إلى أنه درس فكرة الخطوط جيداً، وشاهدها في لوحات كثيرة للفنان العالمي، بيكاسو، وبدأ ينفذ لوحات خاصة به، عبر تحويل بصمات الوجه، وتفاصيل الجبهة والخدين والذقن، وجفون العين إلى خطوط ودوائر، ومنها يكون الشكل الذي يريد رسمه.
ذات مرة نشر صديق إحدى أعماله في مجال الرسم بالدوائر والخطوط المتشابكة في صفحته الخاصة على الفيسبوك، وشاهدها أحد الأصدقاء الذي نصحه بأن يشارك في معارض فنية خارج مصر، لا سيما أن الرسم بالدوائر والخطوط المتشابكة يُعد مدرسة فنية متميزة، ومنتشرة خارج مصر، وعلى الفور استجاب لنصيحة صديقه، وقرر أن يُخرج إنتاجه الفني إلى النور.
معارض وجوائز
المشاركة الأولى للرسام والفنان، عمر صديق، في المعارض الخارجية كانت في رومانيا خلال العام 2012، وبعدها توالت مشاركاته في المعارض الخارجية، ونالت أعماله العديد من الجوائز، مثل: جائزة المسابقة الدولية في كوريا الجنوبية عامي 2013 و2014، وجائزة خاصة في المسابقة الدولية بسوريا في 2014، وشهادة تقدير من مسابقة لبنان الدولية عامي 2014 و2015، وجائزة فخرية من الأرجنتين في 2015، وجائزة المسابقة الدولية برومانيا في 2015، وجائزة تشجيعية من المجلس العربي للمياه في 2017، وجائزة مهرجان الكاريكاتير الدولي الأول بالصين في 2018.
ومحلياً، حصل صديق على ميدالية شرف من السفير الهندي بالقاهرة في 2013، وفاز بالمركز الثاني في مسابقة مقهى الحرافيش الثقافي في مصر خلال 2014، والمركز الثاني في مسابقة محمد عبلة للكاريكاتير في 2015. كما حصل على ميدالية فخرية من السفير الهندي بالقاهرة عن لوحة الزعيم غاندي في 2017.
تطوير مستمر
لم يكتف صديق بما وصل إليه، وحاول التطوير من مهاراته الفنية، حيث يؤمن بأن التطور يُطيل عمر الفنان، ولا ينبغي أن يسير الفنان على نمط واحد، ومن هذا المنطلق، اتجه إلى الرسم بطريقة المكعبات والمثلثات والمربعات إلى جانب الرسم بالخطوط المتشابكة والدوائر، مستخدماً القلم الجاف والألوان والأحبار المائية بهدف إظهار بصمات وأجزاء الوجه بطريقة مختلفة وطلة متميزة.
أنتج صديق العشرات من الأعمال الفنية، ولكن هناك عدد من هذه الأعمال قريبة إلى قلبه، ويعتبرها أهم أعماله، أبرزها لوحة الزعيم المصري الراحل، جمال عبدالناصر، التي وقع عليها الاختيار من قبل جامعة إدنبرة في إسكتلندا خلال العام 2016 لتكون غلافاً لكتاب خاص عن عبدالناصر، إلى جانب بورتريه نجيب محفوظ وتشالي شابلن، وغيرها.
ملكة التدريس
لا يفكر صديق في إقامة ورش عمل أو دورات تدريبية لتعليم الشباب الرسم بالدوائر والخطوط المتشابكة، مؤكداً أنه ليس لديه ملكة التدريس، ويكتفي بعرض لوحاته وأعماله في المعارض الفنية داخل وخارج مصر، مؤكداً أنه يشعر بالسعادة عندما يرى شباب يحاولون تقليد أعماله.
وأشار إلى أن مواقع التواصل الاجتماعي ساعدته على الانتشار، وخدمت فنه بشكل كبير، حيث سهلت عليه عرض أعماله على فئات مختلفة من الجمهور في جميع أنحاء العالم، ومنها انطلق مشواره الاحترافي في فن الرسم بالدوائر والخطوط المتشابكة.