الجمعة 18 أبريل 2025
spot_img

فرنسا تُسليم أوكرانيا مقاتلات Mirage-2000

أكدت فرنسا أن أولى دفعات طائرات الميراج-2000 قد تم تسليمها بنجاح إلى أوكرانيا، في خطوة تعتبر حاسمة في سياق الدعم المستمر الذي تقدمه الدول الأوروبية لكيف، في ظل تصاعد العدوان العسكري الروسي.

الطائرات جاهزة للاستخدام

أعلن الجنرال جيروم بيلانجر، رئيس سلاح الجو الفرنسي، أن الطائرات باتت الآن قيد التشغيل ضمن القوات المسلحة الأوكرانية، مما يسهم بشكل مباشر في جهود البلاد لتأمين أجوائها. ورغم عدم الكشف عن الجدول الزمني المحدد للدفعات المستقبلية، أشار بيلانجر إلى أنه سيتم تسليم مزيد من الطائرات في الأشهر القليلة المقبلة، مما يعزز التزام فرنسا بدعم الدفاع الأوكراني.

يأتي هذا التطور بعد أشهر من الترقب والتحضير، حيث تُعَدُّ الطائرات من الأصول الحيوية للجيش الأوكراني الذي يواجه صراعًا مطولًا وشديدًا قد أثَّر على موارده واختبر صموده.

قانونية تسليم الطائرات

تم الإعلان رسميًا عن أول تسليم من الميراج-2000 في 6 فبراير 2025، عندما أعلن وزير الدفاع الفرنسي سبيستيان لوكورنو عبر منشور على منصة X، موضحًا أن الطائرات وصلت إلى الأراضي الأوكرانية تحت إشراف طيارين تم تدريبهم في فرنسا.

وقد أُعلن عن هذه الخطوة بعد عملية بدأت في يونيو 2024 عندما تعهد الرئيس إيمانويل ماكرون بتزويد أوكرانيا بهذه الطائرات المتطورة، وهو وعد قوبل بمطالب متزايدة من كييف لتعزيز المساعدات العسكرية الغربية.

تدريبات للعاملين الأوكرانيين

أبرزت تصريحات لوكورنو نجاح إكمال برنامج تدريبي استمر لعدة أشهر للعاملين الأوكرانيين، تم تنفيذه في قواعد جوية بشرق فرنسا، حيث تدرب الطيارون والفرق الأرضية على أنظمة الميراج.

ورغم أن المسؤولين الفرنسيين لم يحددوا عدد الطائرات في هذه الدفعة الأولية، إلا أن التقارير السابقة، بما في ذلك مستند ميزانية برلماني فرنسي، أشارت إلى تخصيص ست طائرات من طراز الميراج-2000-5F من إجمالي 26 طائرة في الأسطول النشط. وحافظت باريس وكييف على سرية الأرقام، على الأرجح للحفاظ على الأمن العملياتي مع استمرار الهجمات الجوية والأرضية الروسية في شرق أوكرانيا.

خواص طائرة الميراج-2000

تُعد الميراج-2000، التي تم تصميمها وتصنيعها بواسطة شركة داسو للطيران، ركيزة أساسية في الطيران العسكري الفرنسي، وهي طائرة مقاتلة متعددة المهام من الجيل الرابع التي دخلت الخدمة عام 1984، كخلف للمي—راج III. النسخة الموردة لأوكرانيا هي الميراج-2000-5F، والتي تم تحسينها مؤخرًا لأدوار قتالية أوسع بدلًا من مهام التفوق الجوي.

وتستند الطائرة إلى رادار ثيليس RDY، وهو نظام يقيس ميكانيكيًا ويستخدم نبض-دوبلر، قادر على تتبع عدة أهداف في جميع الظروف الجوية، مع وظائف نظر-لأسفل/إطلاق-أسفل، ما يتيح لها التصدي للتهديدات الطائرة المنخفضة – وهي ميزة حيوية في الأجواء المتنازع عليها في أوكرانيا. ويتضمن نظام الطائرة للالكترونيات طيف الموسيقي المشفر تحت معيار الناتو Link 16، مما يسهل التنسيق الفوري مع القوات الحليفة، وهو ترقية ملحوظة على المنصات السوفيتية المستخدمة من قبل أوكرانيا.

التسلح والقدرات

بالنسبة للتسليح، تحمل الميراج-2000-5F صواريخ MBDA MICA بنسخها الموجهة بالرادار والحرارية، مما يوفر مرونة في الاشتباكات الجوية. وقد تم تعديل الطائرات مؤخرًا في قاعدة كازو الجوية الفرنسية لتكون مؤهلة لأعمال جو-أرض، مما يُدمج صواريخ SCALP-EG التي تتجاوز مدى 250 كيلومتر وقنابل AASM Hammer الموجهة بدقة، بالاضافة إلى مدافع DEFA 554 ذات العيار 30 ملم للاشتباكات القريبة.

أما بالنسبة لقدرات الحرب الإلكترونية، فربما تركز على نظام ICMS Mk 2، على الرغم من أن بعض المحللين يعتقدون أن النسخة الأكثر تقدمًا Mk 3 قد تكون موجودة. تشمل الأجهزة أنظمة تنبيه الرادار، ووسائل تشويش نشطة، وفتحات لإطلاق الحماية من الأنظمة المعادية.

ردود الفعل والتوقعات

تم استقبال تسليمات الميراج-2000 بشكل إيجابي واسع من قِبَل القادة الأوكرانيين والمجتمع الدولي، على الرغم من الاعتراف بالتحديات المقبلة. فقد أشاد الرئيس فولوديمير زيلينسكي بوصول الطائرات في بيان على وسائل التواصل الاجتماعي، مشيرًا إلى أنها تمثل شريان حياة في وقت تواجه فيه أوكرانيا حالة من عدم اليقين بشأن مستقبل المساعدات العسكرية الأميركية بعد عودة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض في يناير 2025.

أبدى الطيارون الأوكرانيون، الذين أنهوا تدريبهم في فرنسا، ثقتهم في قدرة الطائرات على مواجهة التهديدات الروسية، وخاصة الطائرات المسيرة والصواريخ الكروز والمقاتلات التي استهدفت بشكل مستمر البنية التحتية المدنية والعسكرية.

التعاون الأوروبي والدولي

عبر الحدود الأوكرانية، يعتبر هذا النقل شهادة على ريادة فرنسا في تحالف الدعم الأوروبي، حيث أشار مسؤولو الناتو إلى أن أنظمة الطائرات المعايير النيتو تعزز التنسيق مع الأصول الغربية الأخرى مثل طائرات F-16 التي تم تسليمها مؤخرًا من الدنمارك وهولندا.

ومع ذلك، يحذر بعض المحللين من أن الكمية المحدودة — المحتمل أن تكون أقل من عشرة طائرات — قد لا تغيِّر مسار الحرب بشكل جذري بدون تدفق ثابت لقطع الغيار والذخائر ومنصات إضافية. بالنسبة للكثيرين في أوكرانيا، تحمل طائرات الميراج وزنًا رمزيًا أيضًا، علامة ملموسة على تضامن أوروبا مع أوكرانيا، على الرغم من أن الرأي العام يظل معتدلاً بسبب الواقع المؤلم لحرب مشروطة بلا نهاية فورية في الأفق.

آفاق الاستخدام العسكري

على الصعيد العسكري، تُعتبَر طائرات الميراج-2000-5F أداة متعددة الاستخدامات في حملة أوكرانيا ضد روسيا، حيث تقدم كل من القدرات الدفاعية والهجومية التي يمكن أن تميل الميزان في بعض مناطق المعركة. توفر صواريخ SCALP-EG خيار الضربة من بعيد، مما يتيح للقوات الأوكرانية استهداف الأهداف الحيوية من مسافة آمنة.

قد تساهم تقنيات المخابرة اليابانية ومراصدها الموجودة بالفعل في تعزيز فعالية تلك الطائرات، مما يمكنها من ترتيب غارة دقيقة لتعطيل الزخم الروسي، على الرغم من أن نجاح هذه الطائرات يعتمد على استراتيجية نشرها التي ستستهدف على الأرجح خطوط الإمداد الحيوية.

قد تواجه أوكرانيا صعوبات في تشغيل الطائرات مع وجود نظام تنظيم وتعزيز متوازن، ولكن من المحتمل أن يكون توظيف الطائرات كأداة في الحروب النوعية سيتجاوز متطلبات القتال المستدام بالاعتماد على استمرار الدعم الغربي العام.

مالياً، تظل الأسئلة قائمة حول ما يمكن أن تحققه طائرات الميراج-2000 بمفردها في مواجهة الفروق القتالية التي لا تزال تتجه للأرقام الروسية، لكن إذا تم دعمها بالدعم الغربي المستدام ودمجها بشكل سلس مع الأنظمة الأخرى، يمكن أن تمثل تحسينًا كبيرًا في ترسانة أوكرانيا الجوية.

 

اقرأ أيضا

اخترنا لك