مع اقتراب يوم الغد، أعلنت الحكومة الفرنسية عن نشر قوات أمنية مكثفة قوامها 80 ألفًا من عناصر الشرطة والدرك، وذلك تحسبًا لتصاعد حدة الاحتجاجات والإضرابات المرتقبة في مختلف أنحاء البلاد. تأتي هذه الإجراءات الأمنية المشددة وسط مخاوف من انضمام مجموعات “البلاك بلوك” المعروفة بعنفها إلى صفوف المتظاهرين.
تعبئة أمنية واسعة
تستعد فرنسا لمظاهرات حاشدة، حيث تتوقع وزارة الداخلية الفرنسية مشاركة ما بين 700 ألف و800 ألف شخص في فعاليات الغد. يشير هذا الرقم إلى تصاعد كبير مقارنة بالاحتجاجات التي شهدتها البلاد في العاشر من الشهر الجاري، والتي قدر عدد المشاركين فيها بنحو 197 ألف شخص.
مخاوف من العنف والتخريب
أكد وزير الداخلية الفرنسي، برونو ريتايو، على أن السلطات تتوقع تعبئة قوية للمتظاهرين، محذرًا من احتمال مواجهة محتجين عنيفين للغاية في الساعات الأولى من الصباح. وأضاف الوزير أن ما بين 5 آلاف و10 آلاف شخص قد يتجهون إلى الشوارع بهدف إحداث الفوضى والتخريب، والتعبير عن كراهيتهم للشرطة.
من هم “البلاك بلوك”؟
تتميز جماعات “البلاك بلوك” بملابسها السوداء المميزة وتلثيم وجوه أفرادها. لا تحمل هذه الجماعات خلفيات أيديولوجية محددة، إلا أنها ترتبط تقليديًا بالصدام مع السلطات، كما أنها تعبر عن مواقف مناهضة لليبرالية والرأسمالية.
تاريخ من التحركات العنيفة
تتمتع جماعات “البلاك بلوك” بتاريخ طويل من التحركات العنيفة في المظاهرات، يعود إلى ظهورها الأول في ألمانيا الغربية خلال ثمانينيات القرن الماضي، قبل أن تنتشر إلى دول غربية أخرى.
سياق الاحتجاجات في فرنسا
تأتي هذه التحركات الاحتجاجية في سياق معارضة واسعة النطاق لسياسات الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون. تتزامن هذه التطورات مع أزمة مالية معقدة تعاني منها فرنسا، ثاني أكبر اقتصاد في الاتحاد الأوروبي.
خطة التقشف الحكومية
يُذكر أن الحكومة الفرنسية كانت قد عرضت خطة تقشفية تهدف إلى توفير 44 مليار يورو من الإنفاق العام، تضمنت إجراءات غير شعبية أثارت غضبًا واسعًا وتسببت في تعبئة شعبية عبر وسائل التواصل الاجتماعي.