باريس تحت المجهر: توقيفات جديدة في قضية صلاح عبد السلام
في تطورات متسارعة تزامناً مع استعداد فرنسا لإحياء الذكرى العاشرة لهجمات باريس الدامية، أعلنت وحدة مكافحة الإرهاب الفرنسية عن احتجاز ثلاثة أشخاص على خلفية تحقيق يتعلق بـ”تهديد إرهابي” مرتبط بصلاح عبد السلام، الناجي الوحيد من منفذي هجمات باريس عام 2015.
## توسيع نطاق التحقيق
يأتي هذا الإجراء الأمني في وقت تشهد فيه فرنسا حالة تأهب قصوى، حيث وسعت وحدة مكافحة الإرهاب نطاق التحقيق ليشمل جريمة “التآمر الإرهابي الهادف إلى التحضير لجريمة ضد أفراد”. وتشتبه السلطات في أن عبد السلام، المسجون حاليًا في شمال فرنسا، قد أخفى مواد غير مشروعة داخل السجن.
## تفاصيل الاعتقالات
تم تمديد احتجاز أحد المشتبه بهم، شريكة عبد السلام، “مايفا ب” البالغة من العمر 27 عامًا، بعد استجوابها لعدة أيام. وتواجه “مايفا ب” تهمًا تتعلق بـ “تسلم مواد غير مشروعة لمحتجز والتآمر لارتكاب جريمة إرهابية”. وأشارت التحقيقات إلى أنها كانت على تواصل مستمر مع عبد السلام قبل السماح لها بزيارته. كما تم احتجاز شخصين آخرين بتهمة “التآمر الإرهابي الإجرامي”.
## وحدة تخزين بيانات مثيرة للجدل
وكشف مصدر في نقابة السجون عن العثور على روابط لوحدة تخزين بيانات “يو إس بي” على حاسوب محمول كان متاحًا لعبد السلام خلال حضوره دروسًا في السجن. ورغم البحث المكثف، لم يتم العثور على الوحدة نفسها، والتي يُزعم أنها استُخدمت “لنقل دعاية جهادية” إلى جهاز عبد السلام.
## إجراءات أمنية مشددة
يخضع عبد السلام لمراقبة خاصة تتضمن تغييرات منتظمة في زنزانته وتفتيشًا دقيقًا لممتلكاته. وتأتي هذه الإجراءات في ظل تصاعد المخاوف الأمنية، حيث أكد المدعي العام الفرنسي لمكافحة الإرهاب، أوليفييه كريستين، أن التهديد الجهادي “آخذ في الازدياد” خلال السنوات الأخيرة.
## هجمات باريس 2015
يذكر أن هجمات 13 نوفمبر (تشرين الثاني) 2015، كانت الأسوأ التي شهدتها باريس منذ الحرب العالمية الثانية، حيث نفذ إرهابيون سلسلة هجمات منسقة استهدفت “قاعة باتاكلان” وملعب “ستاد دو فرنس” وحانات ومطاعم، وأسفرت عن مقتل 130 شخصًا وإصابة المئات.


