بعد يوم واحد من توقيع اتفاق وقف الحرب في غزة، تناولت وسائل الإعلام الإسرائيلية غياب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو عن “قمة شرم الشيخ للسلام”، مشيرةً إلى العديد من المكاسب والخسائر الناتجة عن ذلك.
غياب واضح
ذكرت صحيفة “يديعوت أحرونوت” الإسرائيلية في تقريرها أن الزعيم الوحيد الذي غاب عن الصورة الجماعية في ختام القمة هو رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو. على الرغم من تلقيه دعوة رسمية وبدء التحضيرات للسفر، تراجع في اللحظة الأخيرة. يؤكد التقرير أن غيابه يحمل تداعيات سلبية وإيجابية على الصعيدين السياسي والدبلوماسي.
ويتساءل التقرير عن الأسباب وراء هذا القرار، مُشيراً إلى إحباط في صفوف اليمين المتطرف داخل ائتلافه بسبب انتهاء الحرب في غزة دون تحقيق الوعود بتفكيك حماس. وجود نتنياهو بجانب الرئيس الفلسطيني محمود عباس كان ليوفر فرصة لتجنب أزمة داخلية جديدة.
عواقب على المكانة الدولية
أضاف التقرير أن غياب نتنياهو لم يخدم مكانة إسرائيل القومية، وخاصة مع تزايد عزلتها العالمية في العامين الماضيين. وبدلاً من ذلك، أظهر غياب نتنياهو كيف أن إسرائيل، إلى جانب حماس، اتخذت موقعًا غير مرغوب فيه على الساحة الدولية.
ويمكن أن تكون مشاركة نتنياهو في القمة، على الرغم من تزامنها مع العيد اليهودي، رسالة قوية للعالم حول مكانة إسرائيل. وبدلاً من ذلك، ترك انطباعًا مخيبًا يُظهر إسرائيل كجزء من المشكلة، كما جاء في التقرير.
أسباب الغياب
من جهته، تم تقديم سبب رسمي لإلغاء نتنياهو حضوره، مُشيرين إلى قرب موعد العيد. ومع ذلك، يبدو أن هناك اعتبارات إضافية تُفسر هذا الغياب، بما في ذلك الخوف من تعرضه لموقف محرج أو مواجهة قادة سياسيين يحتقرونه.
إضافةً إلى ذلك، عبر التقرير عن القلق السياسي من جانب نتنياهو بشأن التقاط صورة بجانب عباس، حيث تعتبر السلطة الفلسطينية الخصم الرئيسي في المعركة الدبلوماسية ضد إسرائيل في الأمم المتحدة.
رسائل متباينة من ترامب
على الرغم من عدم إبداء ترامب لموقف واضح، إلا أن جميع القادة الذين حضروا القمة رأوا في الدولة الفلسطينية الحل الوحيد في نهاية المطاف. وبغض النظر عن غياب نتنياهو، تم التركيز على ضرورة الدفع نحو السلام.
في نهاية المطاف، حذر التقرير من أن قرار نتنياهو بعدم الحضور كان “خطأ جسيماً”. إذ كان يمكن لحضوره أن يعزز مكانته كشريك رئيسي في فكرة التطبيع ويعيد العلاقات مع دول أوروبية مثل فرنسا وبريطانيا. ولكن، اختار نتنياهو التركيز على تجنب العواقب السياسية الفورية، مما قد تكون تكلفته أكبر على المدى الطويل.
استراتيجيات ترامب
تطرق التقرير أيضاً إلى رؤية ترامب في توسيع اتفاقيات أبراهام، مع التركيز على المملكة العربية السعودية كأولوية. ومع ذلك، تشير المؤشرات إلى أن السعودية لن تتقدم نحو التطبيع بدون ضمانات تتعلق بحل الدولتين، الأمر الذي يجنبه نتنياهو حتى الآن.
سبق وأن تساءل تقرير الصحيفة حول إمكانية تحسين العلاقات مع دول مثل إندونيسيا وسوريا، حيث تواصل إسرائيل محادثات حول خطط أمنية واتفاقات سلام. يأتي ذلك في سياق سعي ترامب لترك إرث مهم خلال فترة ولايته.
آفاق مستقبلية
يختم التقرير بالتأكيد على أن إسرائيل يجب أن تدعم جهود ترامب وتسمح له بالاستمرار في العمل نحو تحقيق السلام، مع الحفاظ على مصالحها. تعتبر اتفاقيات أبراهام نجاحًا لإسرائيل، وتطبيق الاستراتيجيات المرنة سيكون مفيدًا في ضمان استمرار هذا النجاح.