الخميس 31 يوليو 2025
spot_img

غموض مسيرات كردستان: استهداف الطاقة ضغط اقتصادي وسياسي

spot_img

غموض يكتنف طبيعة المسيّرات المجهولة التي تستهدف مواقع في إقليم كردستان العراق، وذلك عقب حادثة إسقاط مسيرة مجهولة الهوية، الأربعاء، في منطقة مخمور جنوب غربي أربيل.

مخمور.. نقطة تماس استراتيجية

تشير المعطيات إلى أن المنطقة قد تتحول إلى خط تماس بين مختلف التشكيلات الأمنية المتواجدة هناك. وكانت مصادر محلية قد أفادت بسقوط طائرة مسيرة في بلدة مخمور، مع الإشارة إلى أنها كانت “طائرة مفخخة لم تنفجر”.

مخمور، الواقعة جنوب غربي أربيل، تعتبر نقطة التقاء استراتيجية لعدة تشكيلات أمنية، إذ تحدها من الشمال الغربي بلدات تابعة لمحافظة نينوى، حيث تتمركز قوات تابعة للحشد الشعبي وفصائل مسلحة موالية لإيران.

في الغرب، تتمركز قوات من الجيش العراقي في قاعدة عسكرية في بلدة القيارة، بالإضافة إلى وجود للجيش داخل مخمور نفسها، بينما تتمركز قوات البيشمركة الكردية التابعة للإقليم في شرق مخمور، بالتنسيق مع الجيش العراقي.

أهمية التنسيق العسكري

تعد منطقة مخمور مركزاً حيوياً للتنسيق العسكري بين الجيش العراقي والبيشمركة، منذ معارك مواجهة تنظيم داعش، وتزايد نشاط المسيّرات في الأشهر الأخيرة، والتي يعتقد أنها تنطلق من الشمال الغربي لمخمور.

يُعتقد أن الهدف من المسيّرات التي لا تنفذ هجمات هو استطلاع المواقع داخل مخمور، حيث تسعى بعض الفصائل المسلحة لرصد أي تحركات في المنطقة.

تأثير الهجمات على الاقتصاد

رئيس إقليم كردستان العراق، نيجيرفان بارزاني، أكد أن الهجمات بالطائرات المسيرة تستهدف البنية التحتية للطاقة في الإقليم، وتمثل تهديداً للاقتصاد العراقي برمته.

تصريحات بارزاني جاءت خلال استقباله الأدميرال إدوارد آلغرين، كبير مستشاري الدفاع البريطاني لشؤون الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، في أربيل.

شهد شهر يوليو سلسلة هجمات غير مسبوقة على مواقع وحقول نفط في مناطق مختلفة من الإقليم، بلغت أكثر من 20 هجوماً، ما أدى إلى توقف الشركات العاملة وخسارة الإقليم نحو 200 ألف برميل نفط يومياً.

أدت تلك الهجمات إلى تعطيل الاتفاق الأخير مع بغداد بشأن تسليم 230 ألف برميل يومياً مقابل تأمين رواتب الموظفين في الإقليم. ورغم تشكيل لجان تحقيقية مشتركة، إلا أن الهجمات مستمرة.

تحقيقات معلقة و رسائل واضحة

زار مستشار الأمن القومي العراقي، قاسم الأعرجي، أربيل، بتكليف من رئيس الوزراء، للتحقيق في هجمات الطائرات المسيّرة، وأشار إلى إعلان النتائج لاحقاً بعد جمع الأدلة، لكن لم يتم الإعلان عن أية نتائج حتى الآن.

المستشار الإعلامي لرئيس الحزب الديمقراطي الكردستاني، مسعود بارزاني، كفاح محمود، يرى أن عمل اللجان لن يتوقف، ونتائجها لن تعلن، ولن تتوقف أيضاً الهجمات المسيّرة ضد الإقليم.

محمود أشار إلى أن وصول الأعرجي إلى أربيل تزامن مع إرسال الفصائل مسيّرة إلى الإقليم، معتبراً ذلك رسالة واضحة إلى بغداد وأربيل.

معرفة الأطراف المتورطة

يرى محمود أن الجميع يعلم بأمر المسيّرات والجهات التي تقف وراءها، بما في ذلك بغداد وأربيل وأجهزة مكافحة الإرهاب والاستخبارات، بالتعاون مع قوات التحالف الدولي.

وعن أسباب عدم إعلان أجهزة الإقليم الأمنية أسماء الجماعات المتورطة، أوضح محمود أنهم ينتظرون إعلان الحكومة الاتحادية ذلك، لأنها المسؤولة عن حماية أمن البلاد، وإذا فشلت في ذلك، فستضطر سلطات الإقليم إلى إعلان الحقائق.

دوافع الهجمات المتكررة

محمود يرى أن تكرار الهجمات على إقليم كردستان مخطط يهدف إلى الضغط اقتصادياً وعسكرياً على الإقليم، وإيقاف عمل الشركات الأميركية في الاستثمارات النفطية والغازية.

ويضيف محمود أن الهدف الآخر من تلك الاستهدافات هو الضغط على الحزب الديمقراطي الكردستاني لإجباره على التحالف مع قوى “الإطار التنسيقي” لإضعاف التيار الصدري، أو إبعاده عن العملية السياسية، ومحاولة إبعاده عن حزب الاتحاد الديمقراطي.

اقرأ أيضا

اخترنا لك