بغداد تشهد حراكًا سياسيًا متزايدًا مع تزايد التكهنات حول عودة محتملة لزعيم التيار الصدري، مقتدى الصدر، إلى المشهد السياسي العراقي، قبيل الانتخابات النيابية المرتقبة. يأتي ذلك رغم إغلاق المفوضية العليا المستقلة للانتخابات باب الترشح رسميًا.
خيمة التحرير.. رمزية العودة؟
تصاعدت حدة التوقعات بعد أن أقام أنصار التيار الصدري خيمة في ساحة التحرير، قلب العاصمة بغداد، والتي تعتبر رمزًا بارزًا للحراك الاحتجاجي الشعبي في العراق.
فرصة جديدة للترشح؟
على الرغم من انتهاء فترة التسجيل، يرى مراقبون سياسيون احتمالية فتح باب الترشح مرة أخرى، مما قد يمنح الصدر فرصة للعودة إلى المنافسة الانتخابية.
السوداني.. كلمة السر؟
تشير مصادر مطلعة إلى أن رئيس الوزراء، محمد شياع السوداني، قد يبحث مع مفوضية الانتخابات إمكانية تمديد فترة التسجيل، وهو ما قد يثير شكوكًا حول تحالف محتمل بينه وبين التيار الصدري.
صلاحيات رئيس الوزراء
يؤكد الخبير القانوني علي التميمي أن رئيس الحكومة يمتلك صلاحية مطالبة المفوضية بفتح باب الترشح، وهو حق مكفول أيضًا للمفوضية نفسها، وفقًا لأسباب موجبة.
توافقات سياسية معقدة
يرى المحلل السياسي إياد السماوي أن فرص السوداني في الحصول على ولاية ثانية تعتمد بشكل كبير على التوافقات السياسية، وفقًا لنظام المحاصصة الطائفية والقومية السائد في البلاد.
غموض موقف الصدر
وسط هذه التطورات، يلتزم الصدر الصمت، مكتفيًا بنشر بيانات ذات طابع ديني، تثير تأويلات واسعة على وسائل التواصل الاجتماعي بشأن نواياه السياسية المستقبلية.
ساحة التحرير.. منارة للإصلاح؟
تزامن نصب الخيمة في ساحة التحرير مع شهر محرم، ووصفه القيادي في التيار الصدري، حازم الأعرجي، بأنه سيكون “منارة للإصلاح”، بينما أشار مدير مكتب التيار في بغداد، إبراهيم الجابري، إلى رمزية الموقع باعتباره قلب بغداد.
احتجاجات محتملة
يرى مراقبون أن هذه الخطوة قد تمهد الطريق لانطلاق احتجاجات يقودها التيار الصدري بالتعاون مع قوى ناشئة متحالفة معه، بالتزامن مع الحملات الانتخابية للأحزاب المتنافسة في انتخابات تشرين الثاني/نوفمبر 2025.
نتائج انتخابات 2021
يُذكر أن التيار الصدري كان قد حقق الفوز في انتخابات 2021 بحصوله على 73 مقعدًا، قبل أن يقرر الانسحاب من البرلمان بسبب خلافات مع الإطار التنسيقي حول تشكيل الحكومة.
العبادي ينسحب
بالتزامن مع انسحاب الصدر، أعلن رئيس الوزراء الأسبق حيدر العبادي عدم ترشحه في الانتخابات المقبلة، مما أثار المزيد من التساؤلات حول مستقبل العملية السياسية في العراق.
تأجيل الانتخابات؟
تتردد أنباء في الأوساط الحزبية الشيعية عن إمكانية تأجيل الانتخابات بسبب الضبابية السياسية في العراق والمنطقة، خاصة في ظل التوترات الإقليمية والدولية المتصاعدة.
العبادي والعملية السياسية
يؤكد الكاتب والصحافي منتظر ناصر أن انسحاب العبادي يمثل تطورًا لافتًا، كونه شخصية محورية في العملية السياسية وأكثر المخلصين لها، مشيرًا إلى أن الانتخابات تفقد زخمها مع تراجع ثقة المواطنين في إحداث التغيير المنشود.
آلية اختيار رئيس الوزراء
يشير ناصر إلى أن اختيار رئيس الوزراء يخضع لآلية دستورية قائمة على التوافق، بدءًا من اختيار مرشح الكتلة الأكثر عددًا، وصولًا إلى التوافق على انتخاب رئيس الجمهورية.
الكتلة الأكبر تحدد
يوضح الكاتب إياد السماوي أن المسألة تتعلق في النهاية بالكتلة الأكثر عددًا التي تتشكل بعد الجلسة الأولى لمجلس النواب، والتي سترشح المرشح لرئاسة الوزراء.
عودة السوداني
يرى السماوي أنه إذا تمكن ائتلاف رئيس الوزراء (الإعمار والتنمية) من تحقيق نتائج متقدمة في الانتخابات والتحالف مع قوى أخرى لتحقيق نصاب الثلثين في جلسة انتخاب رئيس الجمهورية، فإن عودة السوداني لولاية ثانية ستكون مؤكدة.