السبت 5 يوليو 2025
spot_img

غزة: نصف مليون شخص يواجهون المجاعة بحلول سبتمبر

تفاقم الأزمة الإنسانية في قطاع غزة ينذر بكارثة، إذ تشير تقديرات الأمم المتحدة إلى أن نحو نصف مليون فلسطيني يواجهون خطر المجاعة بحلول نهاية سبتمبر المقبل، وذلك بعد مرور أكثر من عام ونصف على الحرب الدائرة.

خسائر بشرية فادحة

تجاوز عدد القتلى في غزة 57 ألف شخص جراء الهجمات الإسرائيلية، وفقاً لبيانات وزارة الصحة الفلسطينية. وتفيد التقارير بوقوع مئات الضحايا أثناء محاولتهم الحصول على الغذاء من مراكز التوزيع.

اندلعت الحرب في أكتوبر 2023 عقب هجوم حركة “حماس” على إسرائيل، والذي أسفر عن مقتل 1200 شخص واحتجاز نحو 250 رهينة، بحسب الرواية الإسرائيلية.

تدهور الأوضاع الغذائية

منذ بداية مارس الماضي وحتى أواخر مايو، فرضت إسرائيل قيوداً على دخول الإمدادات إلى غزة، مما فاقم النقص الحاد في الغذاء. ورغم السماح بدخول بعض المساعدات لاحقاً، يؤكد العاملون في مجال الإغاثة أنها غير كافية لتلبية الاحتياجات المتزايدة، محذرين من خطر نفاد الوقود اللازم لتشغيل المستشفيات وسيارات الإسعاف.

أكدت منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة (الفاو) أن الحرب دمرت أكثر من 80% من آبار المياه والأراضي الزراعية في غزة، والتي كانت تعتمد عليها الزراعة بشكل كبير.

مخاوف من المجاعة

تفيد تقارير الأمم المتحدة بظهور علامات سوء التغذية على الأطفال في غزة، مع تضاعف معدلات سوء التغذية الحاد ثلاث مرات منذ بداية العام. وعلى الرغم من ذلك، لم تعلن الأمم المتحدة رسمياً عن حالة المجاعة في غزة، حيث يعتمد هذا الإعلان على مجموعة من المعايير الدقيقة التي تقيس مدى الجوع.

يشير تقرير مشترك بين منظمة الأغذية والزراعة وبرنامج الأغذية العالمي إلى أن ما يقرب من نصف مليون شخص يواجهون مستويات كارثية من انعدام الأمن الغذائي، وهي المرحلة الأسوأ في التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي. ويؤكد التقرير أن هؤلاء السكان سيكونون عرضة لخطر المجاعة بحلول نهاية سبتمبر إذا لم يتم التدخل بشكل عاجل.

تحديات توزيع المساعدات

بدأت “مؤسسة غزة الإنسانية” توزيع الطرود الغذائية في أواخر مايو الماضي، وتشرف على نموذج جديد للمساعدات ترفضه الأمم المتحدة، في حين تزعم إسرائيل أن نظام المساعدات السابق كان يسمح لمقاتلي “حماس” بتحويل مسار الإمدادات.

تفيد السلطات الصحية في غزة بوقوع مئات القتلى بالقرب من مراكز التوزيع التابعة للمؤسسة أو على الطرق التي تحرسها القوات الإسرائيلية. وفي المقابل، دافعت المؤسسة عن عملياتها، مؤكدة أنها أوصلت أكثر من 52 مليون وجبة إلى المحتاجين.

نزوح واسع ومستمر

أدت الحرب إلى نزوح شبه كامل لسكان غزة البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة، حيث نزح الكثيرون منهم عدة مرات. وأصدر الجيش الإسرائيلي أكثر من 50 أمر إخلاء منذ مارس الماضي، وتشير تقديرات الأمم المتحدة إلى أن أكثر من 80% من القطاع يخضع حالياً لهذه الأوامر أو يقع داخل منطقة عسكرية إسرائيلية.

يعيش النازحون في مخيمات مكتظة على الشواطئ أو بين المباني المدمرة، حيث يفتقرون إلى المرافق الصحية الأساسية ويواجهون مخاطر القنابل غير المنفجرة.

انهيار المنظومة الصحية

وصفت منظمة الصحة العالمية الوضع الصحي في غزة بأنه “كارثي”، مشيرة إلى نقص حاد في الوقود والإمدادات الطبية، بالإضافة إلى التدفق المستمر لأعداد كبيرة من المصابين. وتؤكد المنظمة أن نصف المستشفيات العامة في غزة، وعددها 36، تعمل بشكل جزئي فقط، ولا يوجد أي مستشفى يعمل في الجزء الشمالي من القطاع.

أدى تدهور الأوضاع الصحية والمعيشية إلى انتشار الأمراض، حيث أبلغت منظمة الصحة العالمية عن ارتفاع حالات التهاب السحايا بين الأطفال في الأسابيع الأخيرة. وتساعد المنظمة في إجلاء سكان غزة الذين يحتاجون إلى رعاية متخصصة غير متوفرة في القطاع، إلا أن هناك نحو 10 آلاف شخص لا يزالون على قائمة الانتظار.

اقرأ أيضا

اخترنا لك