الأحد 24 أغسطس 2025
spot_img

غزة: مرض نادر يفتك بالأطفال بعد تدمير محطات المياه

spot_img

قطاع غزة يواجه تفشياً غير مسبوق للشلل الرخو الحاد، حيث سجلت 110 حالات إصابة خلال الأشهر الثلاثة الماضية، وذلك وفقاً لتقرير نشرته صحيفة “الإندبندنت” البريطانية. يربط التقرير هذا الارتفاع بتدمير محطات معالجة المياه في غزة، مما أدى إلى انتشار الأمراض المنقولة بالمياه.

انتشار الشلل الرخو

في السنوات السابقة، لم تتجاوز حالات الشلل الرخو الحاد في غزة حالة أو حالتين سنوياً. هذا الارتفاع الحاد يثير قلقاً بالغاً لدى العاملين في القطاع الصحي والمنظمات الدولية.

أسباب تفشي المرض

الشلل الرخو الحاد يسبب ضعفاً عضلياً وشللاً سريعاً، وينجم عن تحفيز فيروسات معينة للجهاز المناعي، مما قد يؤدي إلى مهاجمة الجهاز العصبي. الفحوصات المخبرية أظهرت أن المصابين يعانون من فيروسات معوية تنتشر عبر المياه الملوثة.

تدمير محطات المياه

أكد كل من منظمة الصحة العالمية والدكتور أحمد الفرا، رئيس قسم الأطفال في مستشفى ناصر بخان يونس، أن تدمير محطات معالجة المياه الحيوية في غزة من قبل إسرائيل يمثل سبباً رئيسياً في انتشار الأمراض المعدية المؤدية للشلل الرخو الحاد.

وضع كارثي في غزة

الدكتور الفرا وصف الوضع بأنه “أحد أكثر الحوادث الطبية تحدياً” التي شهدتها غزة منذ عام 2023، معتبراً أن رؤية 110 حالات أمر “لا يصدق”. وأضاف أن التحاليل المخبرية أظهرت أن المياه التي يتلقاها المرضى “ملوثة تماماً بمياه الصرف الصحي” نتيجة “تدمير نظام الصرف الصحي”.

تحديات علاجية حادة

وزارة الصحة في غزة تشير إلى أن 36% من حالات متلازمة غيلان باريه المبلغ عنها كانت لدى أطفال دون سن 15 عاماً. وفي مستشفيي ناصر والشفاء، توفي ما لا يقل عن 9 أشخاص بسبب الشلل الرخو الحاد حتى الآن.

نقص الإمكانيات العلاجية

المسؤولون الطبيون الفلسطينيون ومنظمة الصحة العالمية يؤكدون أن العلاجات الحرجة والمنقذة للحياة غير متوفرة في القطاع المدمر. الشلل الرخو الحاد يتطلب “وقتاً طويلاً” للتعافي مع “علاج صعب”.

غياب العلاجات الضرورية

الغلوبولين المناعي الوريدي (IVIG)، وهو علاج باهظ الثمن لمتلازمة غيلان باريه يمنع فشل الجهاز التنفسي، غير متوفر في غزة، كما أن تبادل البلازما، وهو إجراء لتصفية الدم، غير متاح أيضاً.

عوامل تفاقم الأزمة

متحدث باسم منظمة الصحة العالمية أوضح أن تدمير محطات معالجة المياه ليس العامل الوحيد، بل يضاف إليه الاكتظاظ في الملاجئ، وسوء التغذية، وصعوبة الحصول على الرعاية الصحية. وأشار إلى أن الزيادة الأخيرة في عدد الحالات تعزى جزئياً إلى تحسين عمليات الرصد.

اتهامات لإسرائيل بالتعمد

في يوليو الماضي، أفادت منظمة “أوكسفام للإغاثة” بأن إسرائيل دمرت 70% من مضخات الصرف الصحي و100% من محطات معالجة مياه الصرف الصحي في غزة، متهمة إياها بتقييد دخول معدات فحص المياه التابعة للمنظمة.

قيود على استيراد المياه

“أطباء بلا حدود” صرحت بأن إسرائيل “تحرم سكان غزة عمداً من المياه”، مشيرة إلى أنه منذ يونيو 2024، لم توافق إسرائيل إلا على طلب واحد من كل 10 طلبات استيراد لمواد تحلية المياه.

مطالبات بالتحرك الفوري

“أطباء بلا حدود” طالبت إسرائيل بالسماح باستيراد المعدات الأساسية لإمدادات المياه وتوزيعها على نطاق واسع، والتوقف عن تدمير البنية التحتية للمياه، والسماح بالإصلاح الفوري لشبكات المياه المتضررة.

حلول بديلة محدودة

الدكتور الفرا أشار إلى أن مسؤولي الصحة في غزة نصحوا السكان بوضع المياه التي يرغبون في شربها في ضوء الشمس لتعقيمها قدر الإمكان قبل شربها، في ظل الحاجة الماسة للمياه النظيفة.

رد الجيش الإسرائيلي

متحدث باسم الجيش الإسرائيلي صرح بأن الجيش “لا يسعى إلى الإضرار بالبنية التحتية المدنية، ويضرب الأهداف العسكرية فقط، وفقاً للقانون الدولي”، مدعياً أن الجيش “يعمل على ضمان إمدادات المياه الإنسانية في غزة”.

اقرأ أيضا

اخترنا لك