الخميس 17 يوليو 2025
spot_img

غزة: مجموعات مسلحة جديدة تتحدى حكم حماس

spot_img

غزة: تحديات جديدة تواجه حماس في ظل الحرب المستمرة

في خضم الصراع المستمر في غزة منذ نحو 21 شهراً، تواجه حركة حماس تحديات داخلية متزايدة تعيد تشكيل المشهد السياسي والعسكري في القطاع، وتطرح أسئلة حول مستقبل سيطرتها. هذه التحديات، التي ظهرت في الأشهر الأخيرة، قد تكون الأخطر منذ أن أحكمت الحركة قبضتها على غزة في عام 2007.

مجموعات مسلحة مناوئة

بروز مجموعات مسلحة مناوئة لحماس يمثل منعطفاً حاسماً. بعض هذه الجماعات تتلقى دعماً من إسرائيل، بينما ينطلق البعض الآخر من خلفيات عشائرية أو ثأرية، ما يزيد من تعقيد الوضع.

ياسر أبو شباب والقوات الشعبية

ياسر أبو شباب، قائد “القوات الشعبية”، برز كوجه رئيسي لمجموعة مسلحة صغيرة في رفح. تتهم حماس مجموعته بخدمة إسرائيل، بينما ينفي أبو شباب نفياً قاطعاً هذه الاتهامات، رغم تناقض تصريحاته اللاحقة.

لم يكن أبو شباب شخصية معروفة قبل اعتقاله من قبل شرطة حماس بتهم جنائية. بعد هروبه، وفرت له إسرائيل الحماية، مما مكنه من تشكيل مجموعات مسلحة أكبر.

هجمات على المساعدات الإنسانية

شارك أبو شباب في عمليات سرقة شاحنات المساعدات الإنسانية بمساعدة مقربين منه. أدت هذه الأنشطة إلى ملاحقته من قبل حماس وتشكيل مجموعات مسلحة تضم العشرات.

محاولات التوسع والانتشار

يسعى أبو شباب للتوسع في خان يونس وجذب المزيد من المسلحين عبر وسائل التواصل الاجتماعي. كما شارك في هجوم على مجمع ناصر الطبي بخان يونس، مما دفع “غرفة العمليات المشتركة” إلى إعلان “إهدار دمه”.

إسرائيل ومجموعات مسلحة أخرى

تحاول إسرائيل، عبر وسائل إعلامية واستخباراتية، إظهار وجود مجموعات مسلحة أخرى. نشرت صحيفة “يديعوت أحرونوت” تقريراً عن ياسر حنيدق، لكنه نفى صلته بإسرائيل أو بأي تنظيم فلسطيني، مؤكداً أن سلاحه للثأر لعائلته.

إسرائيل تسعى لاستغلال الخلافات العائلية والقضايا الجنائية لتجنيد أفراد أو الترويج لوجود معارضة لحكم حماس في غزة.

عشائر غزة المسلحة

في ظل أجواء الهدنة السابقة، ظهرت مجموعات مسلحة يقودها أفراد من عشائر كبيرة في مناطق مختلفة من غزة. حاولت إسرائيل شراء ولاء بعضهم لتشكيل سلطات محلية مقابل الغذاء، لكن هذه المحاولات باءت بالفشل بعد تحذيرات حماس.

عندما حاول البعض التعاون مع إسرائيل، قامت حماس بقتل ثلاثة منهم بعد اختطافهم. وتواصل إسرائيل محاولات دعم هذه المجموعات، خاصة في رفح وخان يونس.

دير البلح: نهب المساعدات

في الأشهر الأخيرة، ظهرت مجموعتان من عشيرتي أبو خماش وأبو مغصيب في دير البلح. يقتصر نشاطهما على نهب شاحنات المساعدات وتهريبها إلى السوق السوداء.

حماس أعدمت عدداً من هؤلاء العناصر بعد خطفهم من مناطق قريبة من القوات الإسرائيلية. وفي حادثة مماثلة، حاصر أفراد من عشيرة أبو مغيصب مستشفى شهداء الأقصى، لكن مسلحين موالين لحماس أطلقوا النار عليهم.

رامي حلس والشجاعية

في حي الشجاعية، يقود رامي حلس مجموعة صغيرة يُزعم أنها تتلقى دعماً من جهاز “الشاباك” الإسرائيلي. تتهمه حماس بتنفيذ عمليات للكشف عن أنشطة الفصائل وتفكيك العبوات الناسفة.

عشيرة حلس أصدرت بياناً تنفي فيه أي صلة لها بأعمال مشبوهة، مؤكدة دعمها للنضال ضد الاحتلال الإسرائيلي.

رد حماس والفصائل

قامت أجهزة أمن حماس بملاحقة مجموعة مسلحة حاولت إشاعة الفوضى في مدينة غزة، واشتبكت معها قبل أن تفر إلى مناطق تحت سيطرة إسرائيلية.

هناك قرار بالتعامل بحزم مع هذه المجموعات المشبوهة. فرق أمنية تلاحق المتعاونين مع إسرائيل والعصابات المسلحة.

مخططات إسرائيلية بديلة

لم تنفِ إسرائيل محاولات تجنيد عشائر ومجموعات مسلحة لمناهضة حماس وتشكيل سلطات محلية بديلة. ومع ذلك، لم تحقق إسرائيل “إنجازات حقيقية” في هذا الصدد.

عدد أفراد هذه المجموعات قليل، ويقودهم أشخاص غير معروفين.

تحديات سابقة لحماس

التحديات الحالية ليست الأولى التي تواجهها حماس. في السابق، واجهت الحركة تحديات من عشائر نافذة ومجموعات مسلحة منشقة.

كما واجهت حماس تحدياً خطيراً من مجموعات تتبنى فكر “القاعدة” و”داعش”. شنت حماس حملة واسعة ضد هذه الجماعات، وتمكنت من الحد من خطرها.

إعادة التأهيل والدمج

تمكنت حماس من استعادة تجنيد عناصر انضموا إلى الجماعات المتطرفة، وإعادة تأهيل آخرين فكرياً. عناصر سابقون في هذه الجماعات قُتلوا في صفوف كتائب القسام خلال الحرب الحالية.

اقرأ أيضا

اخترنا لك