في كارثة إنسانية مروعة، لقي 20 فلسطينياً على الأقل مصرعهم وأصيب العشرات في ساعة متأخرة من ليل الثلاثاء، الأربعاء، إثر انقلاب شاحنة مساعدات غذائية في مدينة دير البلح وسط قطاع غزة، بحسب مصادر طبية فلسطينية ومكتب الإعلام الحكومي في القطاع. الحادث يسلط الضوء على الأزمة الإنسانية المتفاقمة في القطاع المحاصر.
تفاصيل حادثة المساعدات
وقع الحادث المأساوي عندما حاول حشد من السكان اليائسين الوصول إلى شاحنة مساعدات كانت تسلك طريقاً وعراً وغير مهيأ، مما أدى إلى انقلابها وسط تجمعات المدنيين الجائعين.
معظم الضحايا هم من سكان المناطق المتضررة، الذين يعانون بالفعل من انعدام حاد في الأمن الغذائي، وقد لقوا حتفهم وهم ينتظرون الحصول على القليل من الغذاء من شاحنات الإغاثة.
اتهامات بالتسبب في الكارثة
اتهم المكتب الإعلامي الحكومي الجيش الإسرائيلي بالتسبب بشكل مباشر في هذا الحادث المروع، مشيراً إلى أن الشاحنة أُجبرت على دخول المدينة عبر طرق غير آمنة، سبق أن تعرضت للقصف الإسرائيلي، وغير صالحة لحركة المرور.
أضاف البيان أن الجيش الإسرائيلي “يعمد إلى هندسة الفوضى والتجويع من خلال منع تنظيم عملية توزيع المساعدات، وتركها تمر في ظروف عشوائية وخطرة”، وفقاً لما ذكرته وكالة الأنباء الألمانية.
سياسة التجويع الجماعي
وصف البيان الحادث بأنه “نتيجة مباشرة لسياسة التجويع الجماعي”، متهماً السلطات الإسرائيلية بعرقلة إدخال المساعدات بشكل منظم، وفرض مسارات خطرة على الشاحنات التي تنقل الغذاء، مما يدفع المدنيين المحاصرين للتدافع حولها.
شهد قطاع غزة سلسلة من الحوادث المماثلة في الأشهر الأخيرة، أسفرت عن مقتل وإصابة المئات خلال محاولات يائسة للحصول على الغذاء، وسط ظروف تصفها المنظمات الإنسانية بأنها “كارثية وغير مسبوقة”.
أزمة إنسانية متفاقمة
يواجه أكثر من مليوني شخص في قطاع غزة خطر المجاعة الحقيقية، حسب تقديرات أممية، في ظل الحصار الإسرائيلي المستمر منذ بدء الحرب في تشرين الأول (أكتوبر) 2023، وإغلاق معظم المعابر منذ أشهر.
يستثنى من الإغلاق فتحات محدودة ومؤقتة لا تلبي الاحتياجات الإنسانية المتزايدة بشكل كبير، مما يفاقم الأزمة ويزيد من معاناة السكان.
مطالبات بالتدخل العاجل
دعا المكتب الإعلامي الحكومي المجتمع الدولي إلى التدخل العاجل لضمان تدفق آمن ومستدام للمساعدات الإنسانية، وفتح المعابر بشكل كامل، محملاً إسرائيل والولايات المتحدة المسؤولية المباشرة عن تفاقم الأزمة الإنسانية الكارثية في القطاع.
وكان المفوض العام لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، فيليب لازاريني، قد صرح في وقت سابق أن الجوع بات القاتل الجديد في قطاع غزة، مشدداً على أنه حان الوقت لتقديم المساعدات بشكل آمن ودون عوائق.
الجوع يفتك بغزة
أكد لازاريني على ضرورة السماح للأمم المتحدة وشركائها بالقيام بعملهم الإنساني، مشيراً إلى أن “حان الوقت لتقديم المساعدات بشكل آمن، ودون عوائق، وبكرامة”.