الثلاثاء 2 يوليو 2024
spot_img

غزة.. صمود وألم

ما بين كبرياء وصمود شعبنا، تعيش غزة، أياما صعبة كلها آلام ومعانة، وسط: دماء تسيل، وأشلاء جثث، وركام مبان، وحصار فرضه عدون غاشم يمنع عنا كل شيء، لدرجة أنه إذا كان ممكنا لمنع عنا الهواء والأكسجين الذي نستنشقه.

رغم الصمود، إلا أن الأوجاع التي نعيشها مؤلمة، لا يمكن وصفها، لا يمكن وصف تلك المشاعر من القهر والحصرة والألم، كيف لي أن أصف شعور الإحساس بالضعف والخذلان، فعن أي مشاعر قد أتحدث.

هل لك أن تتخيل كيف ستكون مشاعرك وأحاسيسك وأمامك أطفالك يصرخون وسط أشلاء جثث إخوانهم وأولاد أعمامهم وخالتهم أو وهم يحتضنون أمهم التي استشهدت، كيف سكون شعورك وهم يصرخون تحت الأنقاض ووسط حطام بيتنا الجميل الذي بنيناه في سنوات طويلة بعرقنا وجهدنا، يصرخون وسط ذكرياتنا التي قصفها الاحتلال وجعلها ركاما على الأرض.

أنقذوا أطفال غزة

الأونوروا تفضح غزة بإعلان عدد الشهداء

دعك من المشاعر والأحاسيس، فلا مجال لها الآن، أنا بحاجة إلى انتشال هؤلاء الأطفال، إلى نجاتهم، إلى تأمين حياتهم، فقد يصبحون جثثا وأشلاء في لحظات، وإذا أصبحوا آمنين لساعات من قصف الاحتلال، فالجوع والعطش سيأكلهم، دون أن يجدوا ما يأكلون أو يشربون.

إنه واقع مرير نعيش فيه يجبرنا على ترك كل مشاعرنا، يجعل صمودنا يزداد إيمانا ويقينا في الله بأن الحق والعدل سينتصر في النهاية، لكن الألم ونزيف الروح والقلب لا يتوقف، مع محاولاتنا للنجاة بأطفالنا، تلك المهمة الصعبة.. وما أصعبها من مهمة، فالحياة في غزة أصبحت معركة يومية من أجل البقاء، والصمود أصبح واجبًا قبل أن يكون خيارًا.

في وجه كل هذه المحن والآلام، لم ولن نفقد الأمل.. نصرخ في صمت، نعمل في صمت، نصمد في صمت، لأننا نعلم أن الصمت أحيانًا يكون اللغة الوحيدة التي يفهمها العالم؛ فنحن نصمد، لنحيا، ولنقاوم، ولنتمسك بحقوقنا وبأحلامنا.

في كل لحظة، نرفع رؤوسنا بكبرياء وشموخ، نصمد وسط العواصف، مؤمنين بأننا سننتصر، نعلم أن الطريق صعب، والتحديات كثيرة، ولكننا نرفع شعار الصمود والمقاومة بكل فخر وعزم.

سلاح الصمود والأمل

لقد تعلمنا من تجاربنا السابقة أن الأمل والصمود هو سلاحنا الأقوى، والإصرار هو دافعنا للبقاء أقوياء، نستند إلى تضامننا وتلاحمنا كشعب واحد، لنواجه التحديات بكل قوة وإصرار.

في ظل هذه الظروف الصعبة، يتوجب علينا جميعًا التحدث بصوت واحد والعمل بروح واحدة من أجل تحقيق السلام والعدالة لشعبنا.

وهنا لا أطلب ولن أناشد المجتمع الدولي بأن يتدخل بفعالية لوقف القمع والظلم الذي نتعرض له، وأن يعمل على إعادة بناء غزة وتوفير الحماية للمدنيين الأبرياء، لن أطلب ولن أناشد.

نحن هنا نعيش بين الألم والأمل، بين الظلام والنور، ولكننا نعلم أن الصمود والإرادة القوية ستجلب لنا النصر في النهاية.

إن غزة لن تنكسر، وشعبها سيظل صامدًا وثابتًا في وجه كل التحديات، والمقاومة لن تتوقف، وكلنا نتمنى الشهادة.

التعليقات

عبر عن رأيك

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

اقرأ أيضا

- Advertisment -spot_img

اخترنا لك

- Advertisment -spot_img