مع تفاقم الأزمة الإنسانية في قطاع غزة، حذرت منظمتا “العمل ضد الجوع” و”أطباء العالم” من تدهور الأوضاع المعيشية والصحية بشكل غير مسبوق، خاصة بين الأطفال والنساء، وسط استمرار الحرب وتداعياتها الكارثية. وتشير التقارير الميدانية إلى ارتفاع حاد في معدلات سوء التغذية وتدهور خدمات الرعاية الصحية.
ارتفاع حاد بسوء التغذية
أكدت منظمة “العمل ضد الجوع” في بيان رسمي، أن فرقها الميدانية وثقت زيادة مذهلة بنسبة 700% في حالات سوء التغذية بين الأطفال منذ أكتوبر 2023. ويعكس هذا الارتفاع حجم المعاناة التي تواجهها الأسر في توفير الغذاء الأساسي لأطفالها.
وفي السياق ذاته، أوضح مدير عمليات المنظمة، فنسنت ستيلي، أن فرق المنظمة عالجت أعدادًا متزايدة من الأطفال الذين يعانون من سوء التغذية الحاد، حيث ارتفع العدد من نحو مائة طفل إلى ما بين 300 و400 طفل شهريًا.
أوضاع معيشية قاسية
وصف ستيلي، الذي عاد مؤخرًا من غزة، الأوضاع المأساوية التي شاهدها، مشيرًا إلى حالات فردية مؤثرة لأطفال يعانون من نقص حاد في الوزن وسوء التغذية الحاد، مما يؤكد حجم التحديات التي تواجه القطاع الصحي والإنساني في غزة.
وكانت الأمم المتحدة قد أعلنت في آب الماضي عن وجود مجاعة في أجزاء واسعة من قطاع غزة، الذي يعاني من الدمار بسبب الحرب والحصار المستمر. وتتهم جهات أممية إسرائيل بارتكاب إبادة جماعية في غزة، وهو ما تنفيه إسرائيل بشدة.
مفاوضات لإنهاء الحرب
تجري حاليًا مفاوضات غير مباشرة بين إسرائيل وحركة “حماس” في مصر، بهدف التوصل إلى اتفاق ينهي الحرب المستمرة في قطاع غزة. وتأمل المنظمات الإنسانية في أن يسفر هذا الاتفاق عن تحسين الأوضاع المعيشية والصحية للمدنيين.
قيود على الرعاية الصحية
أدانت منظمة “أطباء العالم” في دراسة نشرت الأربعاء، ما وصفته بـ “العراقيل المنهجية” التي تضعها الحكومة الإسرائيلية أمام وصول النساء والفتيات إلى خدمات الرعاية الصحية الجنسية والإنجابية، مما يزيد من معاناتهن في ظل الظروف الصعبة التي يمر بها القطاع.
تكاليف باهظة واحتياجات أساسية
أشارت المنظمة غير الحكومية إلى أن تكلفة حزمة الفوط الصحية “ذات الجودة الأدنى” تصل إلى 15 دولارًا على الأقل، وهو مبلغ كبير بالنسبة للعديد من الأسر في غزة، مما يضطر النساء إلى استخدام بدائل غير صحية.
تدهور الصحة الإنجابية
أكدت “أطباء العالم” أن نحو 36% من الاستشارات المتعلقة بالصحة الجنسية والإنجابية في مراكزها في غزة، بين أيار 2024 وآب 2025، كانت مرتبطة بالتهابات الأعضاء التناسلية نتيجة نقص المياه والنظافة، وارتفاع تكلفة وسائل الحماية الشهرية.
مخاطر تهدد الحوامل
أكدت المنظمة غير الحكومية أن فرقها رصدت زيادة في حالات سوء التغذية بين الحوامل، مشيرة إلى أن 85% منهن يواجهن خطر التعرض لمضاعفات أثناء الحمل، مما يستدعي توفير رعاية صحية عاجلة لهن.
صدمات نفسية وولادة في الملاجئ
أوضحت مستشارة الصحة الجنسية الإنجابية في المنظمة، الطبيبة إسراء صالح، أن بعض النساء يجهضن بسبب الصدمات التي تسببها العمليات العسكرية، وأن بعض الحوامل يلدن في ملاجئ مكتظة، دون تخدير أو رعاية طبية كافية.