غزة تحت وطأة الدمار: الجيش الإسرائيلي يمحو أحياء بأكملها
في تصعيدٍ خطير، يواصل الجيش الإسرائيلي تدمير أحياء مدينة غزة بشكل ممنهج، ضمن عملية برية جديدة تستهدف آخر معاقل حركة “حماس”. يأتي هذا في سياق الحرب المستمرة منذ قرابة عامين، والتي خلّفت دماراً هائلاً في مناطق واسعة من القطاع، بما في ذلك رفح وبيت حانون.
نطاق التدمير في غزة
على الرغم من بقاء أجزاء كبيرة من المدينة، تُظهر صور الأقمار الاصطناعية تدميرًا واسع النطاق لأحياء كاملة، مثل الزيتون ومناطق قرب الشيخ رضوان. عشرات المباني هُدمت خلال شهر أيلول/سبتمبر، مما يشير إلى استراتيجية جديدة تختلف عن العمليات السابقة.
تغيير في الاستراتيجية العسكرية
في السابق، كان الجيش الإسرائيلي يتقدم داخل غزة ثم ينسحب، لكن هذه المرة، يؤكد رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أن الجيش سيبقى في المناطق التي يسيطر عليها. “نستولي على الأراضي ونُبقي عليها. نُطهّرها ثم نتقدّم”، هكذا صرح نتنياهو في مقابلة تلفزيونية.
أهداف العملية العسكرية
يهدف الهجوم، بحسب نتنياهو، إلى توجيه ضربة قاصمة لـ “حماس”. ومع ذلك، يشكك العديد من الإسرائيليين في فعالية هذه الاستراتيجية، خاصة بعد إظهار “حماس” قدرة على الصمود رغم الدمار الهائل.
كارثة إنسانية متفاقمة
أجبر الهجوم البري مئات الآلاف من الفلسطينيين على النزوح من مدينة غزة، والتكدس في مخيمات الخيام المتزايدة في وسط وجنوب القطاع. تفاقمت الأوضاع الإنسانية المتردية أصلاً، مع انتشار الجوع والنزوح الجماعي وانهيار الخدمات الصحية والتعليمية والبنية التحتية.
تكتيكات عسكرية جديدة
خلال التقدم نحو مدينة غزة، استخدمت القوات الإسرائيلية مباني قائمة كقواعد عسكرية، ثم دمرتها لاحقاً بالمتفجرات قبل التقدم إلى الأمام، وفقاً لصور الأقمار الاصطناعية ومقاطع الفيديو. أحد المقاطع يظهر تدمير مدرسة الفرقان بعد استخدامها كموقع عسكري.
غارات جوية مستمرة
بالإضافة إلى عمليات الهدم، تشن القوات الإسرائيلية غارات جوية مستمرة في أنحاء مدينة غزة، مستهدفة مئات الأهداف منذ منتصف أيلول/سبتمبر.
معاناة النازحين مستمرة
صورة التُقطت بالأقمار الاصطناعية بتاريخ 18 أيلول/سبتمبر، أظهرت عددًا أقل من الخيام مقارنةً بما كان عليه الوضع قبل إعلان إسرائيل عن بدء هجومها البري، ومع ذلك، ظلت مئات الخيام مرئية، على بُعد نحو ميل واحد فقط من المركبات العسكرية الإسرائيلية.
شهادات من قلب المعاناة
مصطفى صيام (44 عاماً) فرّ من حيّ الشاطئ في 24 أيلول/سبتمبر، مع اشتداد القصف. “يبدو أنّ الحرب بلا هدف سوى تدمير أكبر قدر ممكن من أسس الحياة في غزة”، يقول صيام.
ردود فعل إسرائيلية متضاربة
يقول مسؤولون عسكريون إسرائيليون إنه لا توجد سياسة لهدم الأحياء المدنية بالجملة، وإنهم يهاجمون مواقع تستخدمها “حماس”. لكنّ بعض القادة الإسرائيليين ألمحوا إلى إمكان المضيّ أبعد من ذلك.
تهديدات بتسوية غزة بالأرض
وزير الدفاع الإسرائيلي، يوآف غالانت، هدّد في آب/أغسطس بأنّ مدينة غزّة ستصبح “مثل رفح وبيت حانون”، ما لم تُلقِ “حماس” سلاحها وتُفرج عن الرهائن. وردّد إيلي كوهين، وزير آخر في المجلس الوزاري الأمني المصغّر، التهديد نفسه.