مع استمرار التصعيد الإسرائيلي للشهر الثاني والعشرين، تتفاقم الأزمات الإنسانية في قطاع غزة، حيث يواجه السكان ظروفًا معيشية قاسية، خاصةً النازحين الذين يعيشون في الخيام ويعانون من ارتفاع درجات الحرارة الحاد.
قيظ خانق في غزة
تجاوزت درجات الحرارة في قطاع غزة الأربعين درجة مئوية، مما اضطر العديد من السكان، وخاصة قاطني الخيام، إلى النوم في العراء بحثًا عن متنفس في ظل انقطاع التيار الكهربائي وتحول الخيام إلى ما يشبه الجحيم.
شهادات من قلب المعاناة
نهيل محيسن، نازحة من حي الشجاعية وتقيم في خيمة على شاطئ غزة، تصف الخيام بأنها “كتلة نار لا تطاق”، مؤكدةً أن عائلتها اضطرت للنوم على الرصيف لليالٍ متتالية هربًا من الحرارة الشديدة. وتضيف: “نحن نعيش أجواء النكبة الحقيقية، والحر زاد من معاناتنا”.
أزمة مياه حادة
نسرين أبو شملة، نازحة من حي الصفطاوي، تشير إلى صعوبة الحصول على المياه الصالحة للشرب والاستخدام الآدمي، مما يضطرهم إلى استخدام مياه البحر المالحة، وما يترتب على ذلك من مخاطر صحية وبيئية.
تدهور الأوضاع الصحية
أبو شملة تؤكد أن أسرتها المكونة من ثمانية أفراد تعاني من نقص حاد في المياه النظيفة، في ظل ارتفاع درجات الحرارة، مشيرة إلى أن الوضع أسوأ بكثير مقارنة بمن يعيشون في المنازل، على الرغم من أنهم يعانون أيضًا من أزمات مماثلة بسبب انقطاع الكهرباء.
تحذيرات أممية من الجفاف
أكدت وكالة “أونروا” أن درجة الحرارة في غزة تتجاوز 40 درجة مئوية، مما يزيد من حدة الأزمة في ظل نقص المياه وخطر الجفاف، مع استمرار القصف والنزوح القسري. وتشدد الوكالة على الحاجة الملحة لوقف إطلاق النار.
شح إمدادات المياه
أفادت بلدية غزة بأن المدينة تعاني من شح شديد في المياه نتيجة زيادة الطلب عليها، مع استمرار إسرائيل في قطع إمدادات “خط ميكروت”.
مخاوف من تفشي الأمراض
الشاب أيسر أبو حمدة، من سكان مخيم الشاطئ، يوضح أن نقص المياه يزيد من معاناة السكان في الصيف، ويتضاعف الأمر في ظل الحرب الحالية، مما يعرض الأطفال وكبار السن للجفاف وتدهور الأوضاع الصحية والبيئية. ويضيف أن “المياه المتوفرة غير صالحة للاستخدام، مما يزيد من حالات الإصابة بأمراض لم نرها من قبل”.
انتشار أمراض خطيرة
وزارة الصحة في غزة تؤكد انتشار أمراض مثل حالات الشلل الرخو الحاد ومتلازمة غيلان باريه، خاصة بين الأطفال، نتيجة التهابات غير نمطية وتفاقم سوء التغذية. وكشفت الفحوص الطبية عن وجود فيروسات معوية غير شلل الأطفال، مما ينذر ببيئة خصبة لانتشار الأمراض المعدية بشكل خارج عن السيطرة.
دعوات لوقف فوري لإطلاق النار
تحذر منظمات دولية من انتشار المزيد من الأمراض بسبب الظروف الحالية في قطاع غزة، وتشدد على الحاجة الماسة إلى وقف إطلاق النار لتحسين الأوضاع الصحية والبيئية.