تحولت أحياء مدينة غزة إلى ساحة من الرعب مع تصاعد الصراع بين الأجهزة الأمنية التابعة لحركة “حماس” وعناصرها الشعبية، من جهة، وعصابات اللصوص التي انتشرت بشكل متزايد في المناطق الغربية من المدينة. وشهدت الأيام الأخيرة موجة سرقات غير مسبوقة، ما جعل الأوضاع تتدهور بشكل كبير.
صراع جديد في غزة
انتقلت أجواء الرعب من القصف الإسرائيلي المعتاد إلى صراع استخدمت فيه الأسلحة الخفيفة والبيضاء. وفي ليلة الجمعة إلى فجر السبت، تخلت إسرائيل عن تدخلاتها السابقة، ما منح عصابات اللصوص الفرصة لنهب المحال والمخازن، بعد أن كانت الأجهزة الأمنية تواجه تلك التصرفات بقوة.
ووفقاً لرصد “الشرق الأوسط”، شهدت ليلة الجمعة – السبت عمليات نهب واسعة، لاسيما في شارع الوحدة وعمر المختار بحي الرمال. تم إطلاق النيران من الطرفين خلال محاولات سرقة مخازن تحتوي على مواد أساسية لمنظمات دولية ومحلية، بينما تعرض السكان لمهاجمات مباشرة في منازلهم، ما دفع بعض العائلات للدفاع عن نفسها بمساعدة الأمن والشرطة.
فزع العائلات
وواجهت عشرات العائلات حالة من الهلع نتيجة تهديدات اللصوص، لا سيما في شارع الوحدة بحي الرمال. كما لجأ العديد من النازحين من أحياء شرق غزة إلى مناطق غرب المدينة، مما زاد من سهولة عمليات السرقة.
وكشف مصدر ميداني أن أربعة من اللصوص لقوا حتفهم، بينما أصيب 17 آخرون. وأكدت “الجبهة الداخلية” التابعة لحركة “حماس” أنها أعدمت ستة لصوص وأطلقت النار على أقدام 13 آخرين بسبب أعمالهم.
تدخل الطائرات الإسرائيليّة
وساهم استخدام الطائرات المسيّرة الإسرائيلية في سياق هذه الأحداث في تعقيد الوضع الأمني. إذ أطلقت الطائرات قنابل على عناصر الأمن والشرطة، ما أدى إلى إصابات في صفوفهم وفتح المجال أمام اللصوص لمهاجمة المخازن.
رغم حدوث عمليات نهب في أكثر من مناسبة، تمكنت عناصر الأمن والشرطة من نصب كمائن وقبض على بعض أفراد العصابات في حالات سابقة.
غضب شعبي
تتكرر انتقادات إسرائيل لاستخدام الطائرات المسيّرة ضد حركة “حماس”، مما يشير إلى السعي لتشجيع الفلسطينيين على تحريك الأمور ضدهم. وتواصل إسرائيل إغلاق المعابر أمام المساعدات الإنسانية، مما يزيد من سوء الأوضاع الحياتية.
وأصدرت عدد من العائلات والعشائر في غزة بيانات تندد بأعمال السرقات، مؤكدين رفضهم استخدام “الجوع كذريعة للنهب”.
بيان وزارة الداخلية
من جهتها، أكدت وزارة الداخلية والأمن الوطني التابعة لحركة “حماس” في بيان لها، أن استهداف الاحتلال لعناصر الأمن يعكس حجم المؤامرة ضد الشعب الفلسطيني. وتعهدت بملاحقة كل من يتعامل مع الاحتلال، وستتخذ إجراءات صارمة ضدهم لحماية المواطنين وممتلكاتهم.
اتهامات بين الحركتين
وفي ظل هذه الأوضاع، اتهمت الرئاسة الفلسطينية حركة “حماس” بالوقوف وراء عمليات السطو، ووصفت الأوضاع بأنها غير مقبولة في هذه الأوقات الصعبة.
وأكدت الرئاسة أن جميع أفراد تلك العصابات معروفون، وسيتم محاسبتهم قانونياً. كما عبّرت “الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين” عن رفضها للعنف، داعيةً إلى تشكيل لجان لحماية المجتمع وضمان سلامة الممتلكات.