الخميس 25 سبتمبر 2025
spot_img

غزة: انهيار القطاع الصحي وسط تصاعد العمليات العسكرية

spot_img

مع تصاعد الأزمة الإنسانية في غزة، كثفت القوات الإسرائيلية عملياتها العسكرية، مما فاقم معاناة المدنيين واستنزف القدرات الطبية المنهكة. وزارة الصحة في غزة وجهت نداء استغاثة عاجلاً للمؤسسات الدولية، محذرة من انهيار وشيك للنظام الصحي جراء القصف المستمر ونقص الإمدادات الأساسية.

نظام صحي متداع

تأخر إدخال الوقود يهدد حياة المرضى، حيث يعرض توقف المولدات الكهربائية في المستشفيات للخطر. رغم الظروف القاسية، يؤكد الأطباء في مستشفى الشفاء، على استمرارهم في تقديم الخدمات الطبية والإنسانية، رغم المخاطر المحيطة.

مصادر طبية تحدثت عن صعوبة الأوضاع داخل مجمع الشفاء الطبي المدمر، الذي يقع على بعد كيلومتر واحد من الآليات العسكرية الإسرائيلية. بعض الطلقات أصابت محيط المجمع، مما يزيد من التحديات التي تواجه العاملين.

تدمير ممنهج للمشافي

مجمع الشفاء الطبي، أكبر مستشفى في غزة، تعرض لعمليتين عسكريتين واسعتين. العملية الأولى في نوفمبر 2023 أدت إلى أضرار طفيفة، بينما أسفرت العملية الثانية في مارس 2024 عن تدمير كبير وتجريف للساحات، مما أدى إلى خروجه عن الخدمة بشكل كامل.

بعد جهود مضنية، تمكنت وزارة الصحة ومنظمة الصحة العالمية من إعادة تأهيل مبنى العيادة الخارجية جزئياً، لتحويله إلى عيادة صغيرة تستقبل الجرحى والمرضى وضحايا القصف.

ساحات تتحول لمقابر

في مشهد مأساوي متكرر، تحولت ساحة المجمع الطبي المدمرة إلى مقبرة لدفن جثامين الفلسطينيين، بسبب سيطرة القوات الإسرائيلية على مناطق واسعة من مدينة غزة، مما أعاق الوصول إلى المقابر الرسمية.

مستشفيات خارج الخدمة

مع استمرار العمليات العسكرية، خرجت مستشفيات الكرامة والعيون والرنتيسي وعيادة العودة الطبية ومستوصف الشيخ رضوان عن الخدمة تمامًا. مستشفى المعمداني ومستشفى الصحابة يواجهان خطرًا كبيرًا جراء الاستهدافات القريبة.

مدير جمعية الإغاثة الطبية في غزة، بسام زقوت، أشار إلى انقطاع الإمدادات الطبية والوقود من جنوب القطاع. وأكد أن الجيش الإسرائيلي يجبر الكوادر الطبية على النزوح جنوبًا، بعد إخلاء السكان من مناطقهم.

زقوت أوضح أن مستشفى الرنتيسي للأطفال ومستشفى العيون و8 مراكز صحية دُمرت، بما في ذلك مركز الإغاثة الطبية الفلسطينية في السامر، الذي كان يقدم خدمات الفحوصات المخبرية للمشافي.

استهداف المرافق الصحية

أكدت جمعية الإغاثة الطبية أن الجيش الإسرائيلي استهدف مقرها الرئيسي في حي تل الهوى، معتبرة ذلك “إبادة طبية وصحية” تهدف إلى حرمان سكان غزة من مقومات الحياة.

الجمعية أدانت هذه الاعتداءات، مؤكدة أنها انتهاك صارخ للقوانين والمعاهدات الدولية، بما فيها اتفاقيات جنيف، التي تكفل الحماية للمرافق والطواقم الطبية. رغم تدمير جميع مقارها، أكدت الجمعية استمرارها في تقديم المساعدات.

تصعيد القصف والضحايا

القوات الإسرائيلية واصلت تفجير عربات مفخخة وقصف المنازل في مدينة غزة، ما أدى إلى سقوط مزيد من الضحايا. تتمركز القوات في أحياء الشيخ رضوان والنصر، وأطراف مخيم الشاطئ، ومحيط منطقة النفق والتفاح، وتل الهوى والصبرة.

منذ فجر الأربعاء، قُتل أكثر من 66 فلسطينيًا، غالبيتهم من مدينة غزة. 20 شخصًا قُتلوا في قصف استهدف خيامًا وحواصل تجارية يسكنها نازحون قرب مستشفى المعمداني.

وزارة الصحة في غزة ذكرت أن المستشفيات استقبلت 37 قتيلاً و175 مصابًا خلال 24 ساعة. منذ 7 أكتوبر 2023، ارتفع إجمالي الضحايا إلى 65419 قتيلاً و167160 مصابًا. ومنذ 18 مارس الماضي، قُتل 12823 وأصيب 54944.

اقرأ أيضا

اخترنا لك