تفاقم الأزمة الإنسانية يهدد حياة الأطفال في قطاع غزة، حيث يواجه القطاع نقصًا حادًا في الغذاء والدواء، وسط تقارير متزايدة عن وفيات الأطفال بسبب سوء التغذية.
وفيات متزايدة بين الأطفال
في الأيام الأربعة الأخيرة، سجلت مستشفيات غزة وفاة عدد من الأطفال نتيجة مضاعفات سوء التغذية، في ظل عجز النظام الصحي المنهك عن توفير الرعاية اللازمة. المستشفيات تعاني نقصًا حادًا في المستلزمات الطبية الضرورية لمواجهة الأزمة المتفاقمة.
وتشير مصادر طبية فلسطينية إلى أن أربعة رضع، من مناطق متفرقة في القطاع، فارقوا الحياة خلال يومي الخميس والجمعة الماضيين، بسبب عدم توفر الحليب والمكملات الغذائية اللازمة.
تفاقم أزمة الغذاء والدواء
تتفاقم الأزمة الإنسانية بسبب عمليات سرقة شاحنات الأدوية والمكملات الغذائية من قبل مجموعات متفلتة، في حين لم تقدم المبادرات الإغاثية حلولًا جذرية للأزمة الإنسانية المتصاعدة في غزة.
قصص مأساوية
محمود شراب، والد أحد الأطفال المتوفين، يروي لـ”الشرق الأوسط” معاناة طفله منذ الولادة، مشيراً إلى أن الأم نفسها كانت تعاني من سوء التغذية أثناء الحمل، مما فاقم الوضع الصحي للطفل.
ويضيف شراب: “ما ذنب أطفالنا يموتون جوعاً؟” مطالباً المجتمع الدولي بالتحرك العاجل لإنقاذ أطفال غزة من شبح المجاعة.
إحصائيات مقلقة
أفاد المكتب الإعلامي الحكومي في غزة بوفاة 66 طفلاً نتيجة سوء التغذية الحاد منذ بداية الحرب، وذلك نتيجة إغلاق المعابر ومنع دخول الإمدادات الغذائية والطبية الأساسية.
ويشكل هؤلاء الأطفال جزءًا من أصل 249 فلسطينياً توفوا بسبب نقص الغذاء والدواء، وفقًا لإحصاءات حكومية وحقوقية.
اتهامات وجرائم حرب
اعتبر المكتب الإعلامي الحكومي هذه الممارسات “جريمة حرب وجريمة ضد الإنسانية”، محملاً إسرائيل مسؤولية استخدام التجويع كسلاح لإبادة المدنيين، في انتهاك للقانون الدولي الإنساني.
دعوات للتحرك العاجل
يناشد المسؤولون الفلسطينيون المجتمع الدولي والأمم المتحدة والدول العربية والإسلامية بالتدخل الفوري للضغط على إسرائيل لفتح المعابر والسماح بدخول المساعدات الضرورية لإنقاذ حياة الأطفال والمرضى.
تحذيرات من كارثة وشيكة
منير البرش، المدير العام لوزارة الصحة بغزة، يحذر من أن آلاف الأطفال يعانون من سوء التغذية الحاد وقد يموتون جوعاً في أي لحظة، مؤكداً أن الحل الوحيد هو إعادة فتح المعابر.
الوضع الصحي في غزة
منظمة الصحة العالمية تشير إلى أن نحو 112 طفلاً فلسطينياً يدخلون المستشفيات يومياً لتلقي العلاج من سوء التغذية منذ بداية العام الجاري.
ويؤكد المدير العام للمنظمة تيدروس أدهانوم غيبريسوس أن الوضع في غزة “تجاوز مرحلة الكارثة”، مع استمرار الهجمات الإسرائيلية والحصار الخانق.
استهداف المساعدات الإنسانية
يشير غيبريسوس إلى مقتل 500 شخص أثناء محاولتهم الحصول على الغذاء في نقاط توزيع المساعدات الإنسانية، مما يفاقم الأزمة الإنسانية في القطاع المحاصر.
ويواجه القطاع الصحي في غزة تحديات جمة بسبب العدوان الإسرائيلي المستمر وتضييق الخناق على إدخال الإمدادات الطبية والوقود، مما أدى إلى خروج العديد من المستشفيات عن الخدمة.