في مشهد انتخابي مصري لافت، تتنافس أساليب دعائية متباينة، فبينما تجوب مرشحة شابة شوارع شبرا بدراجتها الهوائية، يظهر مرشح آخر ممتطياً حصاناً في دلتا النيل، فيما اختار ثالث الظهور بزي فرعوني مستلهماً أجواء افتتاح المتحف المصري الكبير.
أساليب دعائية مبتكرة
تنوعت أساليب الدعاية الانتخابية في مصر، حيث سعت المرشحة مونيكا مجدي، إلى إيصال رسالة مفادها قدرة الشباب على التحدي رغم الصعوبات، مؤكدة استمرارها في إظهار إمكاناتهم.
وفي محافظة الشرقية، استعرض المرشح أحمد منصور مهاراته بامتطاء حصان حاملاً سيفاً تقليدياً، في حين استلهم أشرف علي عبد الهادي من الدقهلية الحضارة المصرية القديمة بالزي الفرعوني.
الدعاية الترفيهية السياسية
تُصنف أستاذة الرأي العام الدكتورة هناء فاروق هذه الأساليب ضمن “الدعاية الترفيهية السياسية”، موضحة أنها لا تمثل دعاية كاملة، بل مجرد استجابة لمنطق “التريند”.
وترى فاروق أن الدعاية الحقيقية تعتمد على برنامج واضح، وسيرة مهنية، وقدرة على تقديم حلول، وأن الرمزية والاستعراض يهدفان إلى لفت الانتباه أكثر من التعبير عن توجه سياسي جاد.
الجدل مستمر
من المتوقع أن يستمر الجدل حول هذه الحملات الدعائية حتى موعد الانتخابات، مع توجه الناخبين في الخارج إلى صناديق الاقتراع يومي 21 و22 من الشهر الجاري، وفي الداخل يومي 24 و25 في 13 محافظة.
ويحدد القانون سقف الإنفاق الدعائي بـ 500 ألف جنيه للمرشح على المقاعد الفردية، و 2.5 مليون جنيه للقائمة الواحدة، مع حظر تلقي التبرعات من جهات أجنبية.
تأثير محدود
يرى أستاذ علم الاجتماع السياسي الدكتور سعيد صادق أن هذه الأساليب الغريبة تعكس محاولة المرشح الاعتماد على جهده الشخصي في مواجهة “النفوذ التقليدي للمال السياسي”.
ويضيف صادق أن هذه الظواهر قد تلفت الانتباه، لكنها لا تغير نتائج صناديق الاقتراع بشكل ملموس، مؤكداً أن النفوذ الحزبي والإعلامي وقدرات الحشد تبقى الأكثر تأثيراً على اتجاهات التصويت.
كسر هيمنة المال
من جانبه، يرى أمين شباب حزب “التجمع” علاء عصام أن هذه “التقاليع الجديدة” تعبر عن محاولة لكسر هيمنة المال السياسي، لكنها لن تؤدي إلى اختراق حقيقي، معللاً ذلك بأن التصويت في مصر لا يزال مرتبطاً بالعائلات والشبكات الاجتماعية التقليدية.
ويشير عصام إلى أن المال السياسي يبقى العامل الأكثر حضوراً في عمليات الحشد والتنظيم، وأن وعي الناخب يرتبط بالخدمات المباشرة أكثر من الرمزية والابتكار.
تغيير المفاهيم
يختتم عصام بأن المحاولات الشبابية واعدة، لكن تغيير المفاهيم يحتاج إلى بيئة انتخابية مختلفة، وليس مجرد أدوات دعائية مبتكرة.
يذكر أن عدد الناخبين المسجلين يبلغ نحو 63 مليون مواطن، وقد خاض المرحلة الأولى 128 مرشحاً على النظام الفردي، بالإضافة إلى “القائمة الوطنية من أجل مصر”.


