النجاح بـ 70% على الأقل في التربية الدينية والعربي، والتاريخ 20% من إجمالي درجات الشهادة
غدًا الأحد سيبدأ العام الدراسي الجديد، كالعادة مبكرًا، بالمدارس المرخّص لها بتدريس مناهج دولية أو أجنبية أو ذات طبيعة خاصة (دولية)، وذلك قبل بدء الدراسة بالمدارس الحكومية المقررة في 20 سبتمبر الحالي، على أن يتم دخول الطلاب بهذه المدارس الدولية حسب جداول الحضور الخاصة بالصفوف الدراسية الموجودة بها. وقد شددت وزارة التربية والتعليم على أهمية تحية العلم وترديد النشيد الوطني يوميًا.
شكل جديد من الدراسة سيتم تنفيذه بهذه المدارس هذا العام، حيث سيتم إلزام جميع المدارس الدولية بتدريس مادة اللغة العربية لطلاب مرحلة رياض الأطفال بهذه المدارس، كما تلتزم أيضًا بتدريس مادتي اللغة العربية والتربية الدينية لطلاب الصفوف من الأول وحتى الثالث الابتدائي، ثم تدريس مواد اللغة العربية والدراسات الاجتماعية والتربية الدينية بدءًا من الصف الرابع وحتى الصف التاسع أو ما يعادلها، ثم استمرار تدريس مادة اللغة العربية والتاريخ والتربية الدينية في المرحلة الثانوية أيضًا.
نعم، سيبدأ التطبيق بدءًا من السنة الأولى الابتدائية هذا العام، على أن يتم تدريس مادة التربية الدينية لجميع المراحل حتى شهادة الثانوية العامة بدءًا من الصف الأول الابتدائي. لكن لن تضاف درجات هذه المادة للمجموع في أي سنة دراسية، لكنها ستكون شرط نجاح، ولابد للتلميذ أو الطالب أن يحقق فيها نسبة نجاح 70% على الأقل في امتحاناتها.
أما بقية المواد التي سيتم إلزام هذه المدارس الدولية بتدريسها للطلاب بالإضافة إلى موادها الأساسية الخاصة بها، فهي: تدريس مادة اللغة العربية بدءًا من السنة الأولى الابتدائية ـ كما قلت ـ وحتى الصف الثالث الابتدائي، ثم يستمر تدريس مادة اللغة العربية في بقية السنوات الدراسية حتى الصف الثالث الإعدادي، يضاف إليها تدريس مادة الدراسات الاجتماعية، التي تشمل الجوانب التاريخية والجغرافية، وذلك بدءًا من الصف الثالث الابتدائي وحتى الصف الثالث الإعدادي.
ثم تصبح مادة الدراسات الاجتماعية في المرحلة الإعدادية مادة “تاريخ مصر” بدءًا من الصف الأول الثانوي، بالإضافة إلى مادة اللغة العربية. وستكون هذه المواد ضمن المجموع النهائي لهذه المدارس الدولية، بحيث يخصص لها 20% من إجمالي درجات مجموع مواد هذه المدارس، بواقع 10% لمادة اللغة العربية، و10% لمادة التاريخ، و80% للمواد الأخرى التي يتم تدريسها من قبل في هذه المدارس، والتي كان مجموع درجاتها قبل ذلك يمثل 100% من إجمالي درجات أي شهادة تصدر من هذه المدارس. لكن الآن أصبح 80% للمواد الأساسية التي كانت تدرس من قبل بهذه المدارس، و20% لمادتي اللغة العربية والدراسات الاجتماعية في مرحلة التعليم الأساسي، ومادة التاريخ بالمرحلة الثانوية.
أي أن التنفيذ سيكون كالآتي:
ـ لغة عربية + تربية دينية من السنة الأولى ابتدائي وحتى الصف الثالث الابتدائي.
ـ لغة عربية + دراسات اجتماعية بدءًا من الصف الرابع الابتدائي وحتى الثالث الإعدادي.
ـ لغة عربية + تاريخ + تربية دينية بالمرحلة الثانوية.
هذا التوجه الذي انتهت إليه وزارة التربية والتعليم يهدف إلى الاهتمام بغرس القيم الدينية الصحيحة، والمبادئ، والمثل، ومعرفة الحلال والحرام، والتشكيل الوجداني للتلميذ أو الطالب، وكذلك الإلمام بالمفاهيم الدينية السليمة بالنسبة لمادة التربية الدينية، وإلمامه أيضًا بلغتنا القومية، لغة القرآن الكريم، وهي اللغة العربية، المعبرة أيضًا عن هويتنا، وحتى لا يكون التعليم الدولي هذا مهتمًا فقط بإتقان اللغات الأجنبية، ولا يستطيع الطالب بعدها أن يتحدث بلغة بلده، أو يتحدث مع الآخرين بسهولة بلغتهم الأساسية، وهي اللغة العربية.
خاصة وأنه يعيش في مجتمع مصري، ويقيم على أرض مصرية، ويعمل في سوق العمل المصري، مما كان يزيد من شكل الاغتراب لدى خريجي هذه المدارس وصعوبة تعاملهم مع المجتمع. كما أنه من الأهمية بمكان أن يلم طالب المدارس الدولية بتاريخ وجغرافية بلده، ولا يكون جاهلًا بتاريخها العريق الذي تدرسه كثير من جامعات العالم. فكيف يتخرج طالب من هذه المدارس الدولية وهو لا يعرف شيئًا عن تاريخ بلده، سواء القديم أو الحديث، الذي سيزيده فخرًا أمام الجميع أنه من أبناء هذا الشعب العظيم.
تحية لوزارة التربية والتعليم التي انتهجت هذا النهج لإعداد أجيال سوية من الطلاب الملتحقين بهذه المدارس، ولم ترضخ لأي ضغوط من جانب القائمين على هذه المدارس الدولية لعدم تدريس هذه المواد بها، أو الضغوط من جانب أولياء الأمور الذين كان يميل معظمهم إلى الاهتمام في المقام الأول فقط بالمنظرة، أو ما يطلق عليها بالتعبير الدارج “الفشخرة”، أمام الجميع أنهم قد ألحقوا أبناءهم بمدارس دولية ذات الرسوم الدراسية الفلكية، لكي تكون لغتهم الأولى فقط هي الأجنبية، وألا يتحدثوا كلمة واحدة بالعربية، ولا يعرفوا شيئًا عن بلدهم وتاريخها العريق، وكانوا أجهل ما يكونون أيضًا بأمور دينهم.
وكانت هذه كارثة كبرى تؤثر بالسلب على كل هذه الأجيال الملتحقة بهذه المدارس الدولية قبل تصحيح مسار التعليم فيها من جانب الوزارة، وإلزام هذه المدارس الموجودة على أرض مصرية، والطلاب الملتحقين بها مصريون، بتدريس مواد التربية الدينية واللغة العربية والتاريخ لطلاب هذه المدارس، لكي يتم بناؤهم بشكل صحيح من الناحية التعليمية.