أعلنت الجماعة الحوثية عن تعرضها لخمس غارات، أُطلق عليها وصف “الأميركية والبريطانية”، استهدفت مواقع في صنعاء والحديدة وعمران، وذلك يوم الخميس، عقب تنفيذ الجيش الأميركي ضربات ضد منشأتين تحت الأرض لتخزين الأسلحة التابعة للجماعة في المدينتين المذكورتين.
وفي حين لم يصدر تعليق مباشر من الجيش الأميركي حول هذه الغارات، لم تفصح الجماعة المدعومة من إيران عن الأضرار الناتجة عنها، وسط تقديرات تشير إلى استهداف الغارات لمستودعات أسلحة.
تفاصيل الغارات
وبحسب المعلومات الواردة من مصادر الحوثيين، فإن الغارتين استهدفتا منطقة جربان الواقعة في مديرية سنحان بالضاحية الجنوبية لصنعاء، بينما استهدفت ثلاث غارات أخرى مواقع في مديرية حرف سفيان شمال محافظة عمران، التي تبعد حوالي 50 كيلومترًا عن العاصمة. والغارة الأخيرة التي تم الإبلاغ عنها، استهدفت منطقة في مديرية اللحية الساحلية بمحافظة الحديدة غربًا.
يأتي ذلك في أعقاب إعلان الجيش الأميركي في تصريحات سابقة عن استهدافه لمواقع تخزين الأسلحة التابعة للجماعة الحوثية في ريف صنعاء الجنوبي ومحافظة عمران المجاورة، تزامنًا مع مزاعم الحوثيين حول شن هجمات على أهداف عسكرية إسرائيلية وحاملة طائرات أميركية في شمال البحر الأحمر.
الإحصائيات والأثر
وأقرّت وسائل الإعلام التابعة للجماعة بتعرضها لست غارات في مجملها، كانت اثنتان منها في منطقة جربان بمديرية سنحان و أربع غارات استهدفت مديرية حرف سفيان. وتعدّ الأماكن المستهدفة بمثابة معسكرات ومخازن أسلحة محصنة منذ فترات سابقة على انقلاب الحوثيين.
وتأكيدًا على ذلك، أصدرت “القيادة المركزية الأميركية” بيانًا يوضح أن الضربات كانت دقيقة وتهدف إلى استهداف منشأتين تحت الأرض تستخدم لتخزين الأسلحة التقليدية المتقدمة، والتي تستثمرها الجماعة الحوثية لتنفيذ هجمات على السفن التجارية والعسكرية الأميركية في البحر الأحمر وخليج عدن.
تصعيد القوات الأميركية
وفقًا للبيان، لم تُسجل أي إصابات أو أضرار في صفوف القوات الأميركية أو عتادها خلال هذه الضربات. وتأتي هذه الإجراءات في سياق جهود “القيادة المركزية الأميركية” للحد من تهديدات الحوثيين المدعومين من إيران ضد الشركاء الإقليميين والسفن التجارية في المنطقة.
تشير التقديرات إلى أن الحوثيين قد شنوا هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن لأكثر من 14 شهرًا، مما أدى إلى أضرار طالت العشرات من السفن ووفيات بين البحارة. كذلك، أسفرت الهجمات عن نقص كبير في حركة السفن التجارية عبر باب المندب تجاوزت نسبته 50%.
تحركات الولايات المتحدة وحلفائها
استجابت الجماعة الحوثية لهذا التصعيد عبر تنفيذ أكثر من 950 غارة جوية وقصف بحري، أدت إلى سقوط 106 قتلى وإصابة 314 آخرين خلال عام من التدخل الأميركي. وفي رسالة تحذيرية، شكلت الولايات المتحدة تحالفًا سمّي “حارس الازدهار” في ديسمبر 2023 للحماية من الهجمات الحوثية.
منذ بدء الضربات الجوية في يناير 2024، استهدفت القاذفات مواقع مختلفة في صنعاء وصعدة وإب وتعز وذمار، مع تصدّر محافظة الحديدة في عدد الضربات. واشنطن استخدمت القاذفات الشبحية لأول مرة لرصد واستهداف المواقع المحصنة للحوثيين، رغم ذلك شهدت عمليات الجماعة تزايدًا ملحوظًا، حيث تبنّوا الهجمات على أكثر من 211 سفينة منذ نوفمبر 2023.
ردود الأفعال الإسرائيلية
قامت إسرائيل بتنفيذ أربع موجات من الضربات الانتقامية ردًا على الهجمات الحوثية، محذّرة الجماعة من تداعيات مماثلة لتلك التي واجهتها حركتا “حماس” و”حزب الله”. كما هدد قادة إسرائيل باستهداف البنية التحتية للجماعة في مناطق نفوذها.
مع استمرار التصعيد، يتوقع المراقبون أن تواصل الجماعة الحوثية هجماتها، في حين يتساءل الكثيرون عن مدى توسيع إسرائيل ردود أفعالها، بالرغم من أنه لم تُسجل تأثيرات ملموسة للهجمات على أراضيها، ما عدا تفجير طائرة مسيّرة أدت إلى مقتل شخص في تل أبيب يوم 19 يوليو.