يعيش المسيحيون في سوريا أجواء عيد الميلاد وسط حالة من القلق والخوف، إثر قيام مجموعة من الأشخاص بإحراق شجرة عيد الميلاد في مدينة السقيلبية.
الوحدة بين المسيحيين والمسلمين
رغم هذه الأحداث، تتعزز مشاعر الوحدة والتفاؤل بين أبناء الشعب السوري، مسيحيين ومسلمين، في سعيهم لتحقيق تغيير حقيقي عقب انهيار نظام الأسد. وقد شهدت مدينة دمشق وما حولها مظاهرات شارك فيها مسلمون ومسيحيون، احتجاجاً على حرق الشجرة في السقيلبية بريف حماة الغربي.
في هذا السياق، أبدى الأب أندرو باهي قلقه من الوضع في سوريا بعد سقوط نظام بشار الأسد. وأوضح لوكالة الأنباء الألمانية (د ب أ) قائلاً: “من حقنا أن نتخوف.. لقد تعرضت أحياء شرق دمشق لسقوط مئات القذائف، لكن الأجواء الحالية ما تزال غامضة وتعكس تضارباً بين الأقوال والأفعال.”
التصريحات والمخاوف
وأضاف باهي، الذي يعمل في كنيسة بحي القصاع بدمشق، أن “التصريحات من القيادة الجديدة مطمئنة، لكن تصرفات معينة تثير قلقنا، والأيام المقبلة ستحدد الموقف.” من جهته، علق طوني مطانيوس، العامل في محل لبيع المواد الغذائية بحي باب توما، قائلاً: “لم تصدر أي تصرفات سلبية من عناصر الفصائل في الحي، لكن المخاوف لا تزال قائمة.”
وأشار مطانيوس إلى أنهم لم يقيموا الزينة المناسبة للعيد، رغم عدم منعهم من ذلك، مشدداً على أن الأحاديث المقلقة التي تنتشر على وسائل التواصل الاجتماعي تثير لديهم مخاوف كبيرة.
مسيرات احتجاجية تعبر عن الوحدة
وعبر عن تفاؤله بعمليات التغيير المنتظرة قائلاً: “سوريا بلدنا ونحن أبناء هذا الوطن.. لقد تحملنا ما حدث خلال 13 عاماً، ونأمل أن تكون تصريحات القيادة الجديدة دليلاً على واقع حقيقي.”
في العاصمة دمشق، خرج الأهالي، مسيحيون ومسلمون، إلى الشوارع احتجاجاً على حرق شجرة عيد الميلاد في السقيلبية، معبرين عن وحدة الشعب السوري. وقال سامر إلياس: “نعتبر أنفسنا عائلة واحدة، لا فرق بين مسلم ومسيحي، وندعو لحماية المسيحيين في سوريا.”
غضب شعبي وتوقفات أمنية
لكنه ليس مجرد احتجاج عابر، إذ أقدم مساء أمس رجلان ملثمان على إحراق شجرة الميلاد في وسط السقيلبية. وفي تعقيب من مصدر في الأمن العام في محافظة حماة، تم التأكيد على القبض على أحد المتهمين بينما تعهدت السلطات بإعادة بناء الشجرة المدمرة.
وأكد المصدر: “لا تزال التحقيقات جارية، ولن نسمح بالإساءة لأي شخص. المسيحيون جزء لا يتجزأ من الشعب السوري، وسنحرص على عدم المساس بأي من مكونات هذا الشعب.”