في خطاب هام بمناسبة ذكرى شهداء الجيش وعيده السنوي، كشف الرئيس اللبناني جوزيف عون عن تفاصيل المذكرة اللبنانية المنتظر عرضها على مجلس الوزراء، والتي تتناول قضية “حصرية السلاح” ودور الجيش في حفظ الاستقرار، ودعا “حزب الله” وأنصاره إلى تغليب مصلحة الدولة.
مذكرة حصرية السلاح
تتضمن المذكرة التي ستناقش قريباً في مجلس الوزراء، رؤية لبنانية شاملة لحل الأزمة الراهنة، وتهدف إلى بسط سلطة الدولة على كامل أراضيها، وتهدف إلى تعزيز دور الجيش اللبناني في حفظ الأمن والاستقرار.
بنود المذكرة اللبنانية
أوضح الرئيس عون أن المذكرة تتضمن مطالب لبنانية واضحة، في مقدمتها الوقف الفوري للأعمال العدائية الإسرائيلية، والانسحاب الإسرائيلي الكامل إلى ما وراء الحدود المعترف بها دولياً، وإطلاق سراح الأسرى اللبنانيين في السجون الإسرائيلية.
كما تتضمن المذكرة، بحسب الرئيس عون، بسط سلطة الدولة اللبنانية على أراضيها كافة، وسحب سلاح جميع القوى المسلحة وتسليمه إلى الجيش اللبناني، وتأمين دعم مالي سنوي للجيش والقوى الأمنية.
دعم دولي للجيش
اقترح الرئيس عون تأمين مبلغ مليار دولار أميركي سنوياً لمدة عشر سنوات، من الدول الصديقة لدعم الجيش اللبناني والقوى الأمنية، إضافة إلى إقامة مؤتمر دولي للجهات المانحة لإعادة إعمار لبنان في الخريف المقبل.
ترسيم الحدود مع سوريا
وفي سياق متصل بالعلاقات مع سوريا، أشار عون إلى أن العمل جار لتحديد وترسيم وتثبيت الحدود البرية والبحرية مع الجمهورية العربية السورية، وذلك بمساعدة دولية وإقليمية وبالتعاون مع الأمم المتحدة.
كما أكد على أهمية حل مسألة النازحين السوريين، ومكافحة التهريب والمخدرات، ودعم زراعات وصناعات بديلة، لما في ذلك من تعزيز للاستقرار والأمن على الحدود المشتركة.
الدولة أولاً وأخيراً
شدد الرئيس عون على أن الفرصة التاريخية متاحة للتأكيد على حصرية السلاح بيد الجيش والقوى الأمنية، داعياً الجميع إلى الاحتماء بالجيش، وأكد أن رهان اللبنانيين يجب أن يكون على الدولة اللبنانية وحدها.
تحذير من الانهيار
توجه عون إلى “حزب الله” وأنصاره قائلاً: “إلى الذين واجهوا العدوان وإلى بيئتهم الوطنية الكريمة، أن يكون رهانكم على الدولة اللبنانية وحدها. وإلا سقطت تضحياتكم هدراً، وسقطت معها الدولة أو ما تبقى منها”.
خطة متوازية المراحل
أكد الرئيس عون أن المذكرة تتضمن مراحل تنفيذ محددة ومتوازية، تهدف إلى قطع الطريق على إسرائيل في الاستمرار في عدوانها، وفرض الانسحاب من جميع الأراضي المحتلة، ورسم حدود لبنان جنوباً وشرقاً وشمالاً، لأول مرة في تاريخه.
استقرار وازدهار لبنان
أوضح الرئيس عون أن تحقيق الاستقرار الدائم هو الشرط الأول لازدهار الاقتصاد اللبناني، وللمضي في الإصلاحات البنيوية الضرورية، بدعم دولي وعربي، وأكد أن هذا يتطلب تعزيز الثقة بالدولة اللبنانية ومؤسساتها، وبالجيش أولاً.
دروس الماضي المؤلم
جدد عون التأكيد على ضرورة إنهاء “حروب الآخرين وحروبنا على أرضنا”، ووضع حد للأطماع الخارجية التي تستثمر في الانقسامات الداخلية، مشيراً إلى أن التجربة أثبتت أن سلاح الجيش هو الأمضى، وقيادته هي الأضمن.
الانتهاكات الإسرائيلية مستمرة
أشار الرئيس عون إلى استمرار الانتهاكات الإسرائيلية للسيادة اللبنانية، والتي تضمنت آلاف الخروقات ومقتل مئات المواطنين، منذ إعلان وقف إطلاق النار في تشرين الثاني عام 2024، فضلاً عن منع الأهالي من العودة إلى أراضيهم.
دور الجيش في الجنوب
أشاد الرئيس عون بدور الجيش اللبناني في تطبيق وقف النار، وبسط سلطته على منطقة جنوب الليطاني غير المحتلة، وجمع السلاح، وتدمير ما لا يمكن استخدامه منه، وذلك بشهادة اللجنة العسكرية الخماسية الأطراف.
مكافحة الفساد أولوية
أكد الرئيس عون أن حكومة نواف سلام أعطت الأولوية لملفات محددة، وعلى رأسها مكافحة الفساد والمحاسبة، مشدداً على أن القضاء مطلق اليدين لإحقاق الحق وتكريس مبدأ المساواة أمام العدالة.