في خطوة مفاجئة، لوّح مشرّعون ديمقراطيون في ولاية تكساس بالعودة إلى أوستن، منهين بذلك فترة من الترقب السياسي الحاد، جاء ذلك بعد مغادرتهم الولاية احتجاجًا على خريطة انتخابية جديدة يعتبرونها منحازة للجمهوريين، وقد تمنحهم خمسة مقاعد إضافية في مجلس النواب، بدعم من الرئيس ترامب.
صراع الدوائر الانتخابية
أثارت معركة إعادة تقسيم الدوائر الانتخابية في تكساس جدلاً واسعًا على المستوى الوطني، تزامنًا مع الاستعدادات للانتخابات النصفية للكونغرس، يطمح ترامب من خلال هذه الخريطة إلى تعزيز فرص الجمهوريين في الحفاظ على الأغلبية في مجلس النواب، وبالتالي تسهيل تمرير أجندته التشريعية.
رئيس الكتلة الديمقراطية في مجلس نواب تكساس، جين وو، أكد في بيان الأسبوع الماضي على صمودهم في وجه الضغوط، وشدد على استعدادهم لنقل المعركة إلى المحاكم، وأضاف “الآن، وبينما ينضم الديمقراطيون في كل أنحاء البلاد إلى معركتنا لإفشال هذه الخرائط لغايتها السياسية، نحن مستعدون لإعادة هذه المعركة إلى تكساس في ظل الظروف المناسبة”.
تمرير الخريطة الجديدة
من المتوقع أن يتم تمرير الخريطة الانتخابية الجديدة بسهولة في المجلس التشريعي الذي يسيطر عليه الجمهوريون، ما يعزز موقفهم في مجلس النواب على المستوى الوطني، هذه الخطوة تأتي بعد أن غادر النواب الديمقراطيون ولايتهم في أوائل شهر آب/أغسطس، متوجهين إلى ولايات أخرى ذات توجه ديمقراطي، وذلك بهدف تعطيل النصاب القانوني للمجلس التشريعي.
اتهامات بالتلاعب
أمضى الديمقراطيون أيامًا في انتقاد الجمهوريين، متهمين إياهم بالتلاعب في تقسيم الدوائر الانتخابية، بينما يصر الجمهوريون على أن الخريطة الجديدة تعكس التغيرات الديموغرافية التي شهدتها الولاية.
النائبة آن جونسون أشارت إلى أن جهودهم السابقة ألهمت حوارًا وطنيًا حول هذه القضية، وأضافت: “إذا كان الجمهوريون في تكساس مصممين على انتزاع 5 مقاعد، فأدعو الله أن تتحرّك بقية الأمة”.
غرامات مالية باهظة
تكبد الديمقراطيون غرامات مالية باهظة نتيجة لغيابهم عن الولاية، حيث شن الحاكم الجمهوري غريغ أبوت والمدعي العام كين باكستون هجمات قانونية متكررة ضدهم، تضمنت محاولات لإقالتهم من مناصبهم، وقرر أبوت إنهاء الدورة التشريعية الاستثنائية، مع الدعوة إلى جلسة استثنائية أخرى بجدول الأعمال ذاته.
ضغوط البيت الأبيض
في المقابل، يمارس البيت الأبيض ضغوطًا على ولايات أخرى ذات أغلبية جمهورية لإعادة النظر في خرائطها الانتخابية، واقترح حاكم ولاية كاليفورنيا غافين نيوسوم خطة لمواجهة مكاسب الجمهوريين، وذلك من خلال طرح استفتاء يسمح للولاية بإعادة رسم خرائطها الانتخابية أيضًا.
خطة كاليفورنيا البديلة
كشفت كاليفورنيا عن خطط لإعادة ترسيم الدوائر الانتخابية، حيث يسعى نيوسوم إلى الحصول على موافقة الناخبين على خرائط جديدة من شأنها إبطال مفعول التغييرات التي تخطط لها تكساس، وأكد أن هذه الخطوة تهدف إلى حماية الديمقراطية في الولاية.
تحذيرات أوباما
الرئيس السابق باراك أوباما انضم إلى النقاش، معربًا عن تقديره لنضال الديمقراطيين في تكساس، وحذر من “هجوم ممنهج على الديمقراطية”، وقال أوباما “ما ندركه جميعًا هو أنه لا يمكننا السماح بحدوث هجوم ممنهج على الديمقراطية، ونقف مكتوفي الأيدي”.