الثلاثاء 26 أغسطس 2025
spot_img

عودة السفن العملاقة لقناة السويس بعد الهدوء الإقليمي

spot_img

حققت قناة السويس نجاحاً ملحوظاً في استعادة حركة الملاحة بعد تطبيق سياسات تحفيزية جديدة وهدوء الأوضاع في البحر الأحمر، مما أتاح للسفن العملاقة العودة للعبور، بعد أن تكبدت خسائر فادحة بسبب هجمات الحوثيين وإسرائيل.

عودة حركة الملاحة

أعلنت هيئة قناة السويس عن عودة السفن العملاقة للعبور بعد عدة أشهر من توقف الحركة، نتيجة للاضطرابات الناجمة عن تبادل الهجمات بين جماعة الحوثيين في اليمن وإسرائيل.

وذكر الفريق أسامة ربيع، رئيس هيئة القناة، أن حركة الملاحة يوم الجمعة شهدت عبور سفينة الحاويات العملاقة “CMA CGM JULES VERNE” ضمن قافلة الشمال، بينما عبرت سفينة “CMA CGM ADONIS” ضمن قافلة الجنوب من المجرى الملاحي الجديد.

تفاصيل السفن العائدة

السفينة “CMA CGM JULES VERNE” التي ترفع علم مالطا وكانت قادمة من مالطا ومتجهة إلى ميناء جدة، تُعتبر الأضخم، حيث يبلغ طولها 396 متراً وعرضها 53.6 متراً وغاطسها 11.5 متراً، وحمولتها الكلية تصل إلى 180 ألف طن.

بينما تصدرت سفينة “CMA CGM ADONIS” حركة الملاحة من الجنوب، قادمة من سنغافورة إلى الإسكندرية، بطول 366 متراً وعرض 51 متراً، وغاطس 5 أقدام، وحمولتها الكلية 164 ألف طن.

مرحلة جديدة للملاحة

في تصريح يوم الأربعاء، أشار ربيع إلى بدء مرحلة جديدة لاستئناف حركة عبور سفن الحاويات العملاقة، حيث تمكنت سفينة “CMA CGM OSIRIS” من العبور أيضاً بحمولة إجمالية 154 ألف طن قادمة من سنغافورة.

تعتبر هذه السفينة أول حاويات كبيرة تعبر القناة منذ مارس 2024، بعد توقف مؤقت في حركة هذا النوع من السفن بسبب التحديات الإقليمية.

أسباب تحسين المرور

تأتي هذه التعزيزات بعد أن أصدرت هيئة قناة السويس حوافز تشجيعية لتشجيع عبور سفن الحاويات، حيث تم الإعلان عن تخفيض بنسبة 15% لسفن الحاويات التي تتجاوز حمولتها 130 ألف طن، لمدة ثلاثة أشهر.

وأوضح ربيع أن الأوضاع الجيوسياسية تتطلب استجابة مرنة لمتغيرات السوق، واتخاذ قرارات استراتيجية لدعم الخطوط الملاحية الكبرى.

أهمية السفن العملاقة

أكد ربيع أن سفن الحاويات العملاقة تُعد ذات أهمية استراتيجية، حيث تقدم وفراً في التكاليف التشغيلية وتدعم استقرار سلاسل الإمداد العالمية.

وأشار إلى أن عودة هذه السفن للتدفق عبر القناة ضرورة ملحة بفضل المزايا التنافسية التي تتمتع بها، مما يجعلها الممر الأكثر مثالية وأماناً.

التعامل مع الطوارئ

على صعيد آخر، نجحت قاطرات الإنقاذ البحري في التعامل باحترافية مع طوارئ الملاحة، حيث تعرضت سفينة “RED ZED” لعطل فني تم إصلاحه بدون تأثير على حركة الملاحة.

تسببت الحرب في قطاع غزة بخسائر كبيرة لقناة السويس، حيث بلغت حتى الآن نحو 800 مليون دولار شهرياً، بمجموع إجمالي يصل إلى 8 مليارات دولار منذ بداية الصراع.

تراجع حركة المسافرين

ولفت ربيع الانتباه إلى أن إيرادات القناة تراجعت من 10.2 مليارات دولار خلال عام 2023 إلى 4 مليارات دولار خلال العام 2024، بتقليص بنسبة 61%.

كما شهد عدد السفن المارة انخفاضاً كبيراً، حيث تراجع من 26,400 سفينة عام 2023 إلى 13,200 سفينة في العام 2024، مما يعكس تراجعاً بنحو 50% في حركة الملاحة.

اقرأ أيضا

اخترنا لك