الأحد 24 أغسطس 2025
spot_img

عمرو موسى: عبد الناصر كان ديكتاتورًا وجدل في مصر

spot_img

أثارت تصريحات وزير الخارجية المصري الأسبق عمرو موسى، التي وصف فيها الرئيس الراحل جمال عبد الناصر بـ “الديكتاتور”، ردود فعل متباينة في الأوساط المصرية، معيدة إلى الأذهان الجدل التاريخي حول تقييم فترة حكمه. التصريحات أشعلت سجالًا بين مؤيدي الزعيم الراحل ومعارضيه.

موسى يصف عبد الناصر

جاءت تصريحات عمرو موسى خلال لقاء تلفزيوني على قناة “إم بي سي 1″، ردًا على سؤال حول ما إذا كان يعتبر عبد الناصر “ديكتاتورًا”. فأجاب موسى: “نعم، عبد الناصر كان ديكتاتورًا… لن نضحك على أنفسنا”. وأوضح أن الحكم في عهده اتسم بالديكتاتورية، لكنه أكد أن الشعب كان يؤيد عبد الناصر حتى هزيمة 5 يونيو (حزيران) 1967.

أضاف موسى أنه شعر بالغضب من عبد الناصر بعد هزيمة 1967، مشيرًا إلى أن الشعب كان يثق به وبزعامته ويدعم ما يطرحه من حقوق للمواطنين. واستدرك قائلاً إن “هناك أخطاء كبيرة جدًا في الحكم داخليًا، وفي اتخاذ قرارات الحرب والسلام دون تشاور، وهذه هي الديكتاتورية”.

تنحي عبد الناصر والهزيمة

علق موسى على تنحي عبد الناصر بعد الهزيمة قائلًا: “كان ذلك حقيقيًا لشعوره بالخطأ الكبير الذي ارتكبه”. وأكد أن الهزيمة جعلته وكثيرين غيره يشعرون بالغضب، وأنه لا يمكن التسامح مع ما حدث في 5 يونيو، مشيرًا إلى أن “مصر ما زالت عالقة في هذه النكسة حتى الآن”.

انتقادات سابقة للرئيس الراحل

في لقاء سابق، أكد موسى أنه توقف عن الإيمان بعبد الناصر صباح 5 يونيو 1967. وانتقد قراره خوض الحرب، مشددًا على أنه “لا يصح أن يُقامر أحد بمصير بلده. في الحرب والسلام لا يصح أن يكون القرار لشخص واحد”. وحمّل موسى عبد الناصر المسؤولية عن الهزيمة، معربًا عن حزنه الشديد لما حدث.

جدل بين مؤيد ومعارض

أثارت تصريحات موسى جدلًا واسعًا بين مؤيدي عبد الناصر ومعارضيه، على الرغم من أنها ليست المرة الأولى التي ينتقد فيها فترة حكمه. وأعادت هذه التصريحات إحياء الجدل الدائر حول “إنجازات” عبد الناصر، الذي رحل في 28 سبتمبر (أيلول) 1970، و”إخفاقاته”.

دفاع عن عبد الناصر

دافع الإعلامي مصطفى بكري، عضو مجلس النواب المصري، عن عبد الناصر، مؤكدًا أنه “كان زعيماً وطنياً وديمقراطياً مخلصاً، ترك إرثاً خالداً في مصر والعالم العربي وأفريقيا”. وخلال برنامجه “حقائق وأسرار”، وصف بكري تصريحات موسى عن عبد الناصر بأنها “هرتلة آخر العمر”.

اتهامات بـ”الهرتلة”

انتقد بكري وصف موسى لعبد الناصر بـ “الديكتاتور”، بالإضافة إلى حديثه عن أن “عبد الناصر كان يطلب الطعام من الخارج”، واصفًا هذه التصريحات بأنها “هرتلة آخر العمر”.

“طعام سويسري” لعبد الناصر

سبق لموسى أن أثار جدلاً مماثلاً حين تحدث عن أن عبد الناصر كان يطلب أطعمة معينة من سويسرا خلال فترة عمله الدبلوماسي هناك. وأوضح موسى أنه كان ملحقًا في سفارة مصر لدى سويسرا في ذلك الوقت، وأن هناك من كان يأتي لأخذ أكل معين لعبد الناصر المصاب بالسكري، مشيرًا إلى أن هذا الطعام خاص بمرضى السكري وليس للمتعة.

آراء متباينة على السوشيال ميديا

تباينت ردود الفعل على تصريحات موسى على منصة “إكس”، حيث اعتبر البعض أن “رأي موسى يخصه ولا يتجاوز شخصه”، مشيرين إلى أنه “عاش أيام عبد الناصر، سنوات العزة والكرامة والتعليم المتميز ونهضة الفنون”. بينما أعاد الصحافي أحمد سعيد طنطاوي مشاركة حديث موسى، معلقًا: “عمرو موسى ينتقد عبد الناصر”.

مقاضاة بكري؟

علق حساب آخر على “إكس” معربًا عن أمله في أن “تتم مقاضاة بكري”، معتبرًا أنه “ليس من حقه أن يحجر على رأي أحد”.

جدل تاريخي مستمر

أكد الدكتور عبد المنعم سعيد، عضو مجلس الشيوخ المصري، أن “هذا النوع من الجدل بشأن مراحل أو قيادات تاريخية موجود في كل دول العالم”. وأشار إلى أن “هناك مرجعيات عدة في تفسير فترة عبد الناصر، بين الليبرالية التي ترى أنه كان سببًا في نكسة 1967، ومرجعيات القومية العربية والوطنية المصرية التي تنظر له باعتباره من أعاد الصناعة الوطنية وأمم قناة السويس”.

الاعتدال في التقييم

دعا سعيد إلى “الاعتدال والنضج في التعامل” مع فترة حكم عبد الناصر، مؤكدًا أنه “كان بشرًا وهو جزء من التاريخ بانتصاراته وهزائمه”، وأن “كل زعيم أو قائد قام بدوره وفقًا لوقته”.

اقرأ أيضا

اخترنا لك