الثلاثاء 24 يونيو 2025
spot_img

عرض أمريكي لبناء درع صاروخي متطور لبريطانيا

أعلنت شركة “لوكهيد مارتن” الأمريكية – أكبر مقاول دفاعي عالمي – تقديم عرضٍ لحكومة المملكة المتحدة لبناء نظام دفاع جوي وصاروخي متكامل، في خطوةٍ تُواكب التصعيد العالمي نحو تعزيز القدرات الدفاعية أمام التهديدات الصاروخية المتطورة، وفق تفاصيل كشفتها الوثائق الرسمية يوم 19 يونيو 2025.

الفجوة الدفاعية البريطانية

كشف تقرير لمكتبة مجلس العموم البريطاني في 13 يونيو 2025 عن غياب أي نظام دفاع صاروخي باليستي مخصص لحماية الأراضي البريطانية. تعتمد لندن حاليًا على منظومات “سكاي سابير” (مدى 25 كم) و”ستارستريك” (7 كم)، المخصصة للاشتباك مع الطائرات المُنخفضة والمسيرات، دون قدرة على مواجهة الصواريخ الباليستية أو الأسلحة الفرطصوتية.

خَصصت المراجعة الاستراتيجية للدفاع في 2 يونيو 2025 ميزانيةً قيمتها 1.3 مليار دولار للدفاع الجوي المتكامل، لكنها لم تُحدد خُططًا تفصيلية. يأتي عرض “لوكهيد مارتن” لسد هذه الفجوة عبر حلول دفاعية متعددة الطبقات.

تقنيات متطورة في الصدارة

يرتكز العرض الأمريكي على منظومة “باتريوت PAC-3 MSE” الدفاعية القادرة على اعتراض صواريخ باليستية على بعد 35 كم وارتفاع 25 كم، والتي أثبتت فاعليتها في أوكرانيا ضد صواريخ “كينجال” الروسية الفرطصوتية عام 2023. تتميز هذه الصواريخ بقدرة على المناورة ومقاومة التشويش الإلكتروني.

تُكملها منظومة “ثاد” (THAAD) ذات المدى الأطول (200 كم)، والتي تُعَالج التهديدات في طبقات الجو العليا (حتى 150 كم)، مع قدرة رادارها AN/TPY-2 على التتبع لمسافة 1,000 كم. لكن تكلفتها العالية (800 مليون دولار للبطارية) تطرح تحديات مالية.

دروس مستفادة من النزاعات الحديثة

أظهرت الحرب الأوكرانية محدودية المنظومات الدفاعية أمام القصف الصاروخي المكثف، رغم نجاح “باتريوت” في اعتراض صواريخ روسية متطورة. في الشرق الأوسط، أثبتت النماذج الإسرائيلية المتعددة الطبقات مثل “القبة الحديدية” (90% فاعلية) جدواها العملياتية.

تتضمن الخطة الأمريكية تقنيات ليزرية مُستوحاة من نظام “آيرون بيوم” الإسرائيلي، تعتمد أشعة ليزر بقوة 100 كيلوواط لتحييد المسيرات والصواريخ منخفضة التكلفة، مع تحديات تتعلق بالأحوال الجوية وسرعة الأهداف.

مُعادلة أوروبية معقدة

تُناقش دول الاتحاد الأوروبي مبادرات دفاعية مثل “الدرع السماوي الأوروبي” بقيادة ألمانيا، بينما تُسرع بولندا تعزيز دفاعاتها عبر أنظمة “باتريوت”. يُنافس العرض الأمريكي حلولًا أوروبية مثل صواريخ “آستر 30” الفرنسية-الإيطالية (مدى 120 كم).

تاريخيًا، اعتمدت بريطانيا على الشراكة مع الناتو في الدفاع الصاروخي، عبر محطة “فيلينجدالز” للإنذار المبكر منذ ستينيات القرن الماضي، لكن دون قدرات اعتراضية. تُعيد التطورات التكنولوجية وتصاعد التهديدات من دول مثل روسيا والصين وإيران رسم الأولويات الدفاعية.

تحديات التمويل والسيادة التقنية

تواجه لندن معضلة في الموازنة بين تكاليف الأنظمة الأمريكية الباهظة (مليار دولار لبطارية باتريوت) ومشاريعها الدفاعية الأخرى مثل تطوير مقاتلة “تمبست”. يُحذر محللون من التبعية التقنية، بينما يُشيد آخرون بسرعة النشر العملياتي للحلول الجاهزة.

تعتمد “لوكهيد مارتن” في عرضها على شبكة شراكات محلية مع كيانات مثل “بيه إيه إي سيستمز” و”ثاليس رايثيون”، تدعم 20 ألف وظيفة عبر سلسلة توريد بقيمة 2 مليار دولار سنويًا. تبقى القرارات النهائية مرتبطة بـ”خطة الاستثمار الدفاعي” المزمع إصدارها خريف 2025.

اقرأ أيضا

اخترنا لك